وذكر في الباب أيام التشريق وأيام العشر، وفضلهما جميعا.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن الأيام المعلومات المذكورة في سورة الحج هي أيام العشر، والأيام المعدودات المذكورة في سورة البقرة هي أيام التشريق.
وفي كل منهما اختلاف بين العلماء:
فأما المعلومات:
فقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أنها أيام عشر ذي الحجة، كما حكاه عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وروي - أيضا- عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد - في المشهور عنه.
وقالت طائفة: الأيام المعلومات: يوم النحر ويومان بعده، روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن [ ص: 110 ] عمر وغيره من السلف. وقالوا: هي أيام الذبح.
وروي - أيضا- عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبي يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد - في رواية عنه.
ومن قال: أيام الذبح أربعة، قال: هي يوم النحر وثلاثة أيام بعده.
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، أنه قال - في خطبته يوم النحر-: هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء.
وهؤلاء جعلوا ذكر الله فيها هو ذكره على الذبائح.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب ، أن المعلومات أيام التشريق خاصة.
وذلك يحصل يوم النحر بالتحلل فيه من الإحرام، فقد جعل ذلك بعد ذكره في الأيام المعلومات، فدل على أن الأيام المعلومات قبل يوم النحر الذي يقضى فيه التفث ويطوف فيه بالبيت العتيق .
فلو كانت الأيام المعلومات أيام الذبح لكان الذكر فيها بعد قضاء التفث ووفاء النذور والتطوف بالبيت العتيق ، والقرآن يدل على أن الذكر فيها قبل ذلك.
فإما أن يقال: إن ذكره على الذبائح يحصل في يوم النحر، وهو أفضل أوقات الذبح، وهو آخر العشر.
وإما أن يقال: إن ذكره على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، ليس هو ذكره على الذبائح، بل ذكره في أيام العشر كلها، شكرا على نعمة رزقه لنا من بهيمة الأنعام; فإن لله تعالى علينا فيها نعما كثيرة دنيوية ودينية.
وقد عدد بعض الدنيوية في سورة النحل، وتختص عشر ذي الحجة منها بحمل أثقال الحاج، وإيصالهم إلى قضاء مناسكهم والانتفاع بركوبها ودرها ونسلها وأصوافها وأشعارها.
وأما الدينية فكثيرة، مثل: إيجاب الهدي وإشعاره وتقليده، وغالبا يكون ذلك في أيام العشر أو بعضها، وذبحه في آخر العشر، والتقرب به إلى الله، والأكل من لحمه، وإطعام القانع والمعتر.
فلذلك شرع ذكر الله في أيام العشر شكرا على هذه النعم كلها، كما صرح به في قوله تعالى: كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم كما أمر بالتكبير عند قضاء صيام رمضان، وإكمال العدة، شكرا على ما هدانا إليه من الصيام والقيام المقتضي لمغفرة الذنوب السابقة.
وأما الأيام المعدودات:
فالجمهور على أنها أيام التشريق، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وغيرهما.
واستدل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بقوله: فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه وإنما يكون التعجيل في ثاني أيام التشريق.
قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ما أحسن ما قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
[ ص: 112 ] وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، أنها أربعة أيام: يوم النحر، وثلاثة بعده.
وفي إسناد المروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ضعف.
وأما ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، فهو من رواية سلام أبي المنذر ، عن حميد الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق يكبران، لا يخرجان إلا لذلك.
خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في " كتاب الشافي" وأبو بكر المروزي القاضي في " كتاب العيدين".
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان : نا سلام أبو المنذر - فذكره، ولفظه: كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر، فيكبران، ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر الفريابي ، من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، قال: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16330وعبد الرحمن بن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهدا - أو اثنين من هؤلاء الثلاثة- ومن رأينا من فقهاء الناس يقولون في أيام العشر: " الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد".
وروى المروزي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير.
وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، ونص على أنه يجهر به.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يكبر عند رؤية الأضاحي.
وكأنه أدخله في التكبير على بهيمة الأنعام المذكور في القرآن، وهو وإن كان داخلا فيه، إلا أنه لا يختص به، بل هو أعم من ذلك كما تقدم.
[ ص: 113 ] وهذا على أصل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد : في أن الأيام المعلومات هي أيام العشر، كما سبق.
فأما من قال: هي أيام الذبح، فمنهم من لم يستحب التكبير في أيام العشر، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة .
ومن الناس من بالغ، وعده من البدع، ولم يبلغه ما في ذلك من السنة.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، قال: سألت الحكم وحمادا عن التكبير أيام العشر؟ فقالا: لا; محدث.