وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع آخر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة حديثا طويلا، فيه: أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم بيته فوجد لبنا في قدح، فأمره أن يدعو له أهل الصفة - وذكر الحديث بطوله.
والصفة كانت في مؤخر المسجد، فكانوا يأوون إليها ويقيمون بها.
فدلت هذه الأحاديث كلها على جواز أن يدعى من في المسجد إلى الطعام، ويجيب إلى الدعوة إذا دعي فيه.
وقد اختلف في جواز الأكل في المسجد وكراهته، فأجازه طائفة من أصحابنا وغيرهم ; لهذا الحديث ; ولأن الظاهر من حال النبي صلى الله عليه وسلم في اعتكافه أنه كان يفطر في المسجد ; فإن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان، إلا أن يقال: إن ذلك داخل في حاجة الإنسان.
والظاهر من أهل الصفة : أنهم كانوا يأكلون في المسجد، وقد سبق حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب أنهم كانوا إذا جاعوا ضربوا القنو المعلق في المسجد للصدقة فأكلوا منه.
[ ص: 371 ] وذهب طائفة إلى كراهته ; لأنه دناءة، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وهو وجه لأصحابنا.
ومن قال بهذا أجاز للمعتكف أن يدخل بيته للأكل، كما يدخل لقضاء حاجته.