وخرج في "المناقب" من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17258همام : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما، حتى تفرقا فتفرق النور معهما.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وقال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار . وقال حماد : أبنا nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : كان nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم.
وهاتان الروايتان المعلقتان ليستا على شرطه ; لأن روايات nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت رديئة -: قاله nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=16604وابن المديني وغيرهما; فلذلك لا يخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منها شيئا، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة لم يخرج له شيئا استقلالا.
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة : أنهما كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم وتحدثا عنده في ليلة ظلماء حندس، ثم خرجا من عنده.
فيحتمل أنهما كانا عنده في المسجد، وأنهما كانا عنده في بيته:
وإن كان اجتماعهما عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، فإنه يستنبط منه فضيلة الذهاب إلى المساجد والرجوع منها في الظلم - أيضا - فإنه أفضل ما مشى إليه المسلمون في الدنيا، فيلتحق بالمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ذهابا إليه ورجوعا من عنده.
وإنما اقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على هذا الحديث في هذا الباب; لأن الأحاديث الصريحة في تبشير المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة ليس شيء منها على شرطه، وإن كانت قد رويت من وجوه كثيرة.
وقد كان السلف يختارون المشي إلى صلاة العشاء والصبح في غير ضوء.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه قال لقوم معهم ضوء يمشون به إلى المساجد: ضوء الله خير من ضوئكم.
ولما ولى nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أبا بكر بن حزم إمرة المدينة مع قضائها أرسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يطلب منه شمعا كان للأمراء قبله يمشون به إلى المسجد في الليل، فأرسل إليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رحمه الله - يعاتبه على ذلك، ويأمره أن يفعل كما كان يفعل من قبل ولايته، ويمشي إلى المسجد في الظلمة، وإن ذلك خير له.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : كانوا يرون أن المشي في الليلة الظلماء إلى الصلاة موجبة.
يعني: توجب المغفرة.
وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قال: أهل التوحيد في النار لا يقيدون، فتقول الخزنة بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء لا يقيدون وهؤلاء يقيدون؟ فيناديهم مناد: إن هؤلاء كانوا يمشون في ظلم الليل إلى المساجد.
وقد كان بعض المتقدمين يمشي بين يديه الشيطان في الليل إلى المسجد بضوء، فمنهم من يفطن لذلك فلم يغتر به، ومنهم من قل علمه فاغتر وافتتن بذلك; فإن جنس هذه الخوارق يخشى منها الفتنة، إلا لمن قوي إيمانه ورسخ في العلم قدمه، وميز بين حقها وباطلها.
والحق منها فتنة - أيضا - فإنه شبيه بالقدرة والسلطان الذي يعجز عنه كثير من الناس، فالوقوف معه والعجب به مهلك، وقد اتفق على ذلك مشايخ العارفين الصادقين، كما ذكره عنهم nindex.php?page=showalam&ids=16161أبو طالب المكي في كتابه "قوت القلوب" وأنهم رأوا الزهد فيه كما آثروا الزهد في الملك والسلطان والرياسة والشهرة; فإن ذلك كله فتنة ووبال على صاحبه، إلا لمن شكر عليه وتواضع فيه وخشي من الافتتان به.
وقد قيل: إن مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الباب، وتخريج هذا الحديث فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مسجده بالليل في الظلمة، من غير سراج ولا ضوء، ولهذا خرجا من عنده ومعهما مثل المصباحين، وهذا يدل على أن هذا الضوء صحبهما من قبل مفارقته من المسجد، فلو كان في المسجد مصباح لما احتاجا إلى الضوء إلا بعد خروجهما.
وهذا حق - أعني: صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المسجد في غير مصباح - وقد أخبر nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أنه رأى بريق خاتم النبي صلى الله عليه وسلم الذي في يده من فضة في الليل، وهذا إنما يكون في الظلمة.
وقيل: إن أول من أسرج مسجد المدينة nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري في عهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر . وكأن تميما أخذ الإيقاد في المساجد مما عرفه بالشام من إيقاد المسجد الأقصى .
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
وفي إسناده نظر.
وفي "سنن nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه " بإسناد ضعيف، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال: أول من أسرج المساجد nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري .