قال nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء في حديثه هذا ، أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا ، فلم ندر ما نقول فيهم ، فأنزل الله تعالى :وما كان الله ليضيع إيمانكم
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : يعني صلاتكم .
وبوب على هذا الحديث : باب " الصلاة من الإيمان " .
والأنصار للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم نسب ; فإنهم أجداده وأخواله من جهة جد أبيه هاشم بن عبد مناف ; فإنه تزوج بالمدينة امرأة من بني عدي بن النجار ، يقال لها : سلمى . فولدت له ابنه عبد المطلب ، وفي رأسه شيبة فسمي شيبة .
وذكر ابن قتيبة أن اسمه nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر ، والصحيح أن اسمه شيبة .
[ ص: 165 ] وإنما قيل له : عبد المطلب ; لأن عمه المطلب بن عبد مناف قدم به من المدينة إلى مكة ، فقالت قريش : هذا عبد المطلب . فقال : ويحكم ; إنما هو ابن أخي شيبة بن عمرو ، وهاشم اسمه عمرو .
ففي حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال : أخواله - من الأنصار ، وظاهره يدل على أنه نزل على بني النجار ; لأنهم هم أخواله وأجداده . وإنما أراد nindex.php?page=showalam&ids=48البراء جنس الأنصار دون خصوص بني النجار .
وخرج أيضا معنى ذلك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير .
وأما ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=48البراء في حديثه أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، صلى بالمدينة قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا - فهذا شك منه في مقدار المدة .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن مدة صلاته بالمدينة إلى بيت المقدس كانت ستة عشر شهرا ، خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
[ ص: 166 ] وخرج أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ أن مدة ذلك كان ثلاثة عشر شهرا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس تسعة عشر شهرا ، ثم حولت القبلة بعد ذلك قبل المسجد الحرام ، قبل بدر بشهرين .
ورواه بعضهم عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، والحفاظ يرون أنه لا يصح ذكر nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص فيه .
وقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب في هذا الحديث : ستة عشر شهرا .
وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وابن زيد وغيرهم : إن مدة صلاته إلى بيت المقدس كانت ستة عشر شهرا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : الثبت عندنا أن القبلة حولت إلى الكعبة يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا .
[ ص: 167 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أن ذلك كان على رأس ثمانية عشر شهرا .
وقيل : كان بعد خمسة عشر شهرا ونصف .
ولا خلاف أن ذلك كان في السنة الثانية من الهجرة ، لكن اختلفوا في أي شهر كان ؟ فقيل : في رجب كما تقدم ، وحكي ذلك عن الجمهور ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق .
وقيل : في يوم الثلاثاء نصف شعبان . وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، واختاره محمد بن حبيب الهاشمي وغيره .
وقيل : بل كان في جمادى الأول . وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك .
وقوله : " وكان يعجبه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - أن تكون قبلته قبل البيت " يعني الكعبة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17109معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، وكان أكثر أهلها اليهود - أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود . فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهرا . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب قبلة إبراهيم ، فكان يدعو وينظر إلى السماء ، فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : إنما كان يحب أن يحول إلى الكعبة ; لأن يهود قالوا : [ ص: 168 ] يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا !
وقال ابن زيد : لما نزل فأينما تولوا فثم وجه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هؤلاء قوم يهود يستقبلون بيتا من بيوت الله لبيت المقدس ، لو أنا استقبلناه ! " فاستقبله النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة عشر شهرا ، فبلغه أن اليهود تقول : والله ، ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم ! فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفع وجهه إلى السماء ، فنزلت هذه الآية قد نرى تقلب وجهك في السماء
ويشهد لهذا ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء " وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس ، وأهل الكتاب يعني من غير اليهود ، وهم النصارى . فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك " .
فروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يصلي بمكة نحو بيت المقدس ، والكعبة بين يديه . خرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : صلى أول ما صلى إلى الكعبة ، ثم صرف إلى بيت المقدس وهو بمكة . فصلت الأنصار قبل قدومه - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس ثلاث حجج ، وصلى بعد قدومه ستة عشر شهرا ، ثم وجهه الله إلى البيت الحرام .
[ ص: 169 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : صلت الأنصار قبل قدومه - صلى الله عليه وسلم - المدينة نحو بيت المقدس حولين .
واستدل من قال : إنما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ، فدل على أنه لم يصل إليه غير هذه المدة .
ولكن قد يقال : إنه إنما أراد بعد الهجرة .
ويدل عليه أيضا أن جبريل صلى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أول ما فرضت الصلاة عند باب البيت ، والمصلي عند باب البيت لا يستقبل بيت المقدس إلا أن ينحرف عن الكعبة بالكلية ويجعلها عن شماله ، ولم ينقل هذا أحد [ ... ] .
وهؤلاء منهم من قال : ذلك كان باجتهاد منه لا بوحي كما تقدم عن ابن زيد ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية : إنه صلى إلى بيت المقدس يتألف أهل الكتاب .
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم " عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق فقال الله تعالى : سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها [ ص: 170 ] يعنون : بيت المقدس ، فنسخها الله وصرفه إلى البيت العتيق .
وقال : صحيح على شرطهما .
وليس كما قال ; فإن عطاء هذا هو الخراساني ، ولم يلق nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . كذا وقع مصرحا بنسبته في كتاب " الناسخ والمنسوخ " لأبي عبيد ، ولابن أبي داود وغيرهما .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=48البراء : " وكان أول صلاة صلاها العصر " - يعني إلى الكعبة بعد الهجرة .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم من حديث تويلة بنت أسلم قالت : صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة ، فاستقبلنا مسجد إيلياء ، فصلينا سجدتين . ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استقبل البيت الحرام ، فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء ، فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم معناه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أيضا .
وقد قيل في الجمع بين هذه الأحاديث : إن التحويل كان في صلاة العصر ، ولم يبلغ أهل قباء إلا في صلاة الصبح . وفيه نظر .
وقيل : إن تلك الصلاة كانت الظهر ، وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في " تفسيره " من حديث أبي سعيد بن المعلى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة العصر كلها إلى الكعبة ، وأن الذين صلوا إلى بيت المقدس ، ثم استداروا إلى الكعبة - هم قوم كانوا في مسجد لهم وراء إمام لهم . وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنهم أهل مسجد قباء ، وفي حديث تويلة : مسجد بني حارثة .
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن صلى معه هم الذين استداروا في صلاتهم ، وأن الكعبة حولت في أثناء صلاتهم .
[ ص: 172 ] وقد روي نحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره .
وقد ذكر ابن سعد في كتابه قال : يقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين من الظهر في المسجد بالمسلمين ، ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام ، واستدار إليه ودار معه المسلمون .
ويقال : بل زار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة ، فصنعت لهم طعاما ، وكانت الظهر . فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ركعتين ، ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة ، فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب ، فسمي المسجد مسجد القبلتين .
وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أنه قال : هذا الثبت عندنا .
وروى أبو مالك النخعي عبد الملك بن حسين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15939زياد بن علاقة ، عن عمارة بن رويبة قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي حين صرفت القبلة ، فدار النبي صلى الله عليه وسلم ، ودرنا معه في ركعتين .
خرجه ابن أبي داود ، وأبو مالك ضعيف جدا .
والصواب رواية nindex.php?page=showalam&ids=16833قيس بن الربيع عن nindex.php?page=showalam&ids=15939زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس ، وقد سبق لفظه .
وروى عثمان بن سعد قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس وهو يصلي الظهر ، وانصرف بوجهه إلى القبلة . خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار وغيره .
[ ص: 173 ] وعثمان هذا تكلم فيه .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من رواية عمارة بن زاذان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : صرف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن القبلة وهم في الصلاة ، فانحرفوا في ركوعهم . وعمارة ليس بالقوي .
فيدخل في ذلك الأمة إذا أعتقت في صلاتها وهي مكشوفة الرأس والسترة قريبة ، والمتيمم إذا وجد الماء في صلاته قريبا وقدر على الطهارة به ، والمريض إذا صلى بعض صلاته قاعدا ثم قدر على القيام .
[ ص: 174 ] ويستدل به - على التقديرين - على قبول خبر الواحد الثقة في أمور الديانات مع إمكان السماع من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بغير واسطة ، فمع تعذر ذلك أولى وأحرى .
وما يقال من أن هذا يلزم منه نسخ المتواتر - وهو الصلاة إلى بيت المقدس - بخبر الواحد ، فالتحقيق في جوابه أن خبر الواحد يفيد العلم إذا احتفت به القرائن ، فنداء صحابي في الطرق والأسواق بحيث يسمعه المسلمون كلهم بالمدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها موجود لا يتداخل من سمعه شك فيه أنه صادق فيما يقوله وينادي به ، والله أعلم .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=48البراء : " إنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا ، فلم ندر ما يقول فيهم ، فأنزل الله وما كان الله ليضيع إيمانكم " - فهذا خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء أيضا .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء موقوفا في قوله تعالى : وما كان الله ليضيع إيمانكم قال : صلاتكم إلى بيت المقدس .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى : هذا الحديث يخبرك أن الصلاة من الإيمان .
وهذا هو الذي بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذا الموضع ، ولأجله ساق حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء فيه .
وكذلك استدل به ابن عيينة وغيره من العلماء على أن الصلاة من الإيمان .
وممن روي عنه أنه فسر هذه الآية بالصلاة إلى بيت المقدس nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من رواية العوفي عنه ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، وابن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، وغيرهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس : نزلت هذه الآية لما قال قوم من المسلمين : كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى ؟
وهذا يدل على أن المراد بها الصلاة أيضا ; لأنها هي التي تختص بالقبلة من بين الأعمال ، ولم يذكر أكثر المفسرين في هذا خلافا ، وأن المراد بالإيمان هاهنا الصلاة ; فإنها علم الإيمان ، وأعظم خصاله البدنية .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة أو nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وما كان الله ليضيع إيمانكم قال : أي بالقبلة الأولى ، وتصديقكم نبيكم ، واتباعه إلى الآخرة أي : ليعطينكم أجرهما [ ص: 176 ] جميعا إن الله بالناس لرءوف رحيم
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في هذه الآية قال : ما كان الله ليضيع محمدا صلى الله عليه وسلم ، وانصرافكم معه حيث انصرف إن الله بالناس لرءوف رحيم
وهذا القول يدل على أن المراد بالإيمان التصديق مع الانقياد والاتباع المتعلق بالقبلتين معا ، فيدخل في ذلك الصلاة أيضا .