أي : هذا باب ما جاء في الحديث ما يوافق لفظ القرآن ومعناه في قوله تعالى : وهو ألد الخصام وتمام هذا هو قوله تعالى : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هذه الآية وثلاث آيات بعدها نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأظهر الإسلام ، وفي باطنه خلاف ذلك ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع ، وعابوهم فأنزل الله ذم المنافقين ، ومدح nindex.php?page=showalam&ids=290خبيبا وأصحابه ، وقيل : بل ذلك عام في المنافقين كلهم ، وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، وغير واحد ، وهو الصحيح ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14980القرظي ، عن نوف ، وهو البكالي ، وكان ممن يقرأ الكتب قال : إني لا أجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل قوم يحتالون الدنيا بالدين ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الصبر ، يلبسون لباس مسوك الضأن ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، فعلي يجرؤون ، وفي يفترون ، حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران . قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون . قوله : ويشهد الله على ما في قلبه أي : يظهر للناس الإسلام ، ويبارز الله تعالى بما في قلبه من الكفر والنفاق ، هذا ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، أو nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقيل : معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف ، وأشهد الله لهم أن الذي في قلبه موافق للسانه ، وهذا المعنى صحيح . قوله : وهو ألد الخصام الألد في اللغة هو الأعوج وتنذر به قوما لدا أي : عوجا ، وهكذا المنافق في حال خصومته يكذب ويزور عن الحق ، ولا يستقيم معه بل يفتري ويفجر ، ويقال : الألد هو شديد الجدال ، والإضافة فيه بمعنى في كقولهم : ثبت الغدر ، أو جعل الخصام ألد على المبالغة . وفي ( الجامع ) : واللدد مصدر الألد ، ورجل ألد إذا اشتد في الخصومة ، والأنثى لداء ، واللدد الجدال ، أخذ من لديد الوادي ، أي : جانبه ، كأنه إذا منع من جانب جاء من جانب آخر ، وفي تفسير عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ألد الخصام ، أي : ذو جدال إذا كلمك وراجعك ، وعن الحسن : كاذب القول ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : ظالم لا يستقيم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : شديد القسوة في معصية الله ، جدل بالباطل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : لددت لددا صرت ألد ، ولددته ألده إذا خصمته ، وقيل : مأخوذ من اللديدين ، وهما صفحتا العنق ، والمعنى : من أي جانب أخذ في الخصومة قوي ، والخصام جمع الخصم كصعب وصعاب ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقيل : هو مصدر خاصمته .