أي هذا باب في بيان ما جاء في أمر العتق ، وفي بيان فضله ، قوله : " وقول الله عز وجل " بالجر عطفا على قوله : " في العتق " ، قوله : " فك رقبة " أولها ، قوله : فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة الضمير في " فلا اقتحم " يرجع إلى الإنسان في قوله : لقد خلقنا الإنسان المراد منه الوليد بن المغيرة فإنه كان يقول : أهلكت مالا كثيرا في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال الله عز وجل : " أيحسب " أي أيظن هذا " أن لم يره " أي أن لم ير ما أنفقه " أحد " من الناس ، ثم ذكر الله النعم ليعتبر فقال : ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين أي سبيل الخير والشر قاله أكثر المفسرين ، وقيل : الحق والباطل ، وقيل : الهدى والضلالة ، وقيل : الشقاوة والسعادة ، والنجد المرتفع من الأرض ، ثم قال : " فلا اقتحم العقبة " أي فلا دخل هذا الإنسان العقبة ، والاقتحام الدخول في الأمر الشديد ، والعقبة جبل في جهنم ، وقيل : هي عقبة دون الحشر ، وقيل : سبعون دركة من جهنم ، وقيل : الصراط ، وقيل : نار دون الحشر ، وقال الحسن : عقبة والله شديدة ، قوله : " وما أدراك ما العقبة " أي ما اقتحام العقبة ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة : كل شيء قال : وما أدراك ، فإنه أخبره به ، وما قال : وما يدريك ؟ فإنه لم يخبره به ، قوله : " فك رقبة " قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " فك " بفتح الكاف ، وأطعم بفتح الميم على الفعل والباقون بالإضافة على الاسم لأنه تفسير قوله : " وما [ ص: 77 ] أدراك " معناه خلص رقبته من الأسر على قراءة ابن كثير ، وعلى قراءة غيره خلاص الرقبة أي الفك هو خلاص الرقبة ، وإنما ذكر لفظ الرقبة دون سائر الأعضاء مع أن العتق يتناول الجميع لأن حكم السيد عليه كحبل في رقبة العبد ، وكالغل المانع له من الخروج ، فإذا أعتق فكأنه أطلقت رقبته من ذلك ، قوله : " أو إطعام في يوم " والمراد من اليوم هنا مطلق الزمان ليلا كان أو نهارا ، قوله : " ذي مسغبة " أي مجاعة ، يقال : سغب يسغب سغوبا إذا جاع ، قوله : " يتيما " منصوب بقوله : " أطعم " أو بـ " إطعام " والمصدر أيضا يعمل عمل فعله ، قوله : " ذا مقربة " صفة لـ " يتيما " أي ذا قرابة ، يقال : زيد ذو قرابتي ، أو ذو مقربتي ، وزيد قرابتي قبيح لأن القرابة مصدر ، قوله : " أو مسكينا " عطف على " يتيما " و" ذا متربة " صفته أي ذا فقر قد لصق بالتراب من الفقر ، وقيل : المتربة من التربة هنا وهي شدة الحال .