ذكر هذا كله دليلا لجواز أن يقول : عبدي وأمتي ، وأن النهي الذي ورد في الحديث عن قول الرجل : عبدي وأمتي ، وعن قوله : اسق ربك ونحوه للتنزيه لا للتحريم ، قوله : والصالحين من عبادكم وإمائكم هو في سورة النور وأوله : وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ولما أمر الله تعالى قبل هذه الآية بغض الأبصار وحفظ الفروج بقوله : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم الآية بين بعده أن الذي أمر به إنما هو فيما لا يحل ، فبين بعد ذلك طريق الحل ، فقال : وأنكحوا الأيامى أصلها أيائم فقلب ، والأيم للرجل والمرأة ، فالأيامى هم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء ، يقال : رجل أيم وامرأة أيم وأيمة وآم الرجل وآمت المرأة يأيم أيمة وأيوما وتأيما إذا لم يتزوجها بكرين كانا أو ثيبين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : جاز أن يقول الرجل : عبدي وأمتي لقوله تعالى : والصالحين من عبادكم وإمائكم وإنما نهى عنه على سبيل الغلظة لا على سبيل التحريم ، وكره ذلك لاشتراط اللفظ إذ يقال : عبد الله [ ص: 111 ] وأمة الله ، قوله : " وقال عبدا مملوكا " هو في سورة النحل ، وأوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء الآية ، وقد مر الكلام فيه في أول باب من ملك من العرب رقيقا ، قوله : وألفيا سيدها لدى الباب هو في سورة يوسف ، وقبله : واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب الآية ، والقصة مشهورة ، والمعنى تسابقا إلى الباب يعني يوسف وزليخا ، فنفر يوسف عنها ، فأسرع يريد الباب ليخرج ، وأسرعت زليخا وراءه لتمنعه الخروج وقدت قميصه من دبر لأنها جبذته من خلفه ، فشقت قميصه ، وألفيا سيدها أي صادفا ولقيا بعلها ، وهو قطفير ، وإنما قال : سيدها ، ولم يقل : سيدهما ، لأن ملك يوسف لم يصح ، فلم يكن سيدا له على الحقيقة ، قوله : " وقال : من فتياتكم المؤمنات " هو في سورة النساء ، وأوله : ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات الآية يعني من لم يجد منكم طولا أي سعة وقدرة أن ينكح المحصنات المؤمنات من الحرائر العفائف المؤمنات فتزوجوا من الإماء المؤمنات اللاتي يملكهن المؤمنون ، والفتيات جمع فتاة ، وهي الأمة ، قوله : " وقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : قوموا إلى سيدكم " هو قطعة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في المغازي على ما يأتي ، فقال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن سعد قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=131أبا أمامة قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري يقول : نزل أهل قريظة على حكم nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتى على حمار ، فلما دنا من المسجد قال للأنصار : " قوموا إلى سيدكم " الحديث ، وخاطب الأنصار بقوله : " قوموا إلى سيدكم " يريد به nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، فمن هذا أخذ أن لا يمنع العبد أن يقول : سيدي ومولاي ، لأن مرجع السيادة إلى معنى الرياسة على من تحت يده ، والسياسة له ، وحسن التدبير ، ولذلك سمي الزوج سيدا كما في قوله تعالى : وألفيا سيدها لدى الباب
وقد قيل nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك : هل كره أحد بالمدينة قوله لسيده : يا سيدي ؟ قال : لا ، واحتج بهذه الآية ، وقوله تعالى : وسيدا وحصورا قيل له : يقولون السيد هو الله ، قال : أين هو في كتاب الله تعالى ، وإنما في القرآن : رب اغفر لي ولوالدي قيل : أنكر أن يدعو يا سيدي ، قال : ما في القرآن أحب إلي ، ودعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقد قال بعض أهل اللغة : إنما سمي السيد لأنه يملك السواد الأعظم ، وقد nindex.php?page=hadith&LINKID=666076قال صلى الله عليه وسلم في الحسن : " إن ابني هذا سيد " ، قوله : اذكرني عند ربك هو في سورة يوسف ، وأوله : وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك الآية ، وقصته مشهورة ، معناه : صفني عند الملك بصفتي ، وقص عليه بقصتي لعله يرحمني ، ويخرجني من السجن ، فلما وكل أمره إلى غير الله أمكثه في السجن سبع سنين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : لا يقال : أطعم ربك ، لأن الإنسان مربوب مأمور بإخلاص التوحيد ، وترك الإشراك معه ، فكره له المضاهاة بالاسم ، وأما غيره من سائر الحيوان والجماد فلا بأس بإطلاق هذا الاسم عليه عند الإضافة كقولهم : رب الدار ، ورب الدابة ، وقال الكرماني : قد ورد في القرآن مثل قوله : إنه ربي أحسن مثواي و اذكرني عند ربك قلت : ذاك شرع من قبلنا ، فإن قلت : كما أنه لا رب حقيقة غير الله كذا لا سيد ولا مولى حقيقة أيضا إلا الله تعالى فلم جاز هذا وامتنع هذا ؟ قلت : التربية الحقيقية مختصة بالله تعالى بخلاف السيادة فإنها ظاهرة أن بعض الناس سادات على الآخرين ، وأما المولى فقد جاء بمعاني بعضها لا يصح إلا على المخلوق ، قوله : " ومن سيدكم " هذه اللفظة سقطت من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15401النسفي، nindex.php?page=showalam&ids=12002وأبي ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=11925وأبي الوقت ، وثبتت في رواية الباقين ، وهي قطعة من حديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15688حجاج الصواف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سيدكم يا بني سلمة " قلنا : الجد بن قيس على أنا نبخله ، قال : وأي داء أدوى من البخل ، بل سيدكم nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح ، وكان عمرو على أصنامهم في الجاهلية ، وكان يولم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق محمد بن عمرو ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، والجد بفتح الجيم ، وتشديد الدال هو ابن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بسكون النون ابن كعب بن سلمة بكسر اللام يكنى أبا عبد الله ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : كان يرمى بالنفاق ، ويقال : إنه تاب وحسنت توبته وعاش إلى أن مات في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه ، وأما nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح بفتح الجيم وضم الميم المخففة وفي آخره حاء مهملة فهو ابن زيد بن حرام بمهملتين ابن كعب بن غنم بن سلمة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : كان من سادات بني سلمة ، وقال الذهبي : عقبي ، وفي قول : بدري ، استشهد يوم أحد هو وابنه خلاد ، فإن قلت : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13564ابن منده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سيدكم يا بني سلمة " قالوا : جد بن قيس ، فذكر الحديث ، فقال : سيدكم [ ص: 112 ] nindex.php?page=showalam&ids=1054بشر بن البراء بن معرور بسكون العين المهملة ابن صخر يجتمع مع nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح في صخر ، ( قلت ) : اختلف في وصله وإرساله على nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري على أنه يمكن التوفيق بأن تحمل قصة بشر على أنها كانت بعد قتل nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح ، ومات بشر المذكور بعد خيبر ، أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم من الشاة المسمومة ، وكان قد شهد العقبة وبدرا ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق .