أي هذا باب يذكر فيه ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس ; لأن فيه دفع المفسدة وقمع الشرور ، ومعناه أن هذا الكذب لا يعد كذبا بسبب الإصلاح مع أنه لا يخرج من حقيقته . ( فإن قلت ) : الذي في الحديث " ليس الكذاب " فلفظ الترجمة لا يطابقه ( قلت ) : في لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب كلفظ الترجمة فلا يضر هذا القدر من الاختلاف ، وقال بعضهم : وكان حق السياق أن يقول : ليس من يصلح بين الناس كاذبا ، لكنه ورد على طريق القلب وهو سائغ ، انتهى . ( قلت ) : الذي ذكره هو حق السياق لأن الحديث هكذا فراعى المطابقة ، غير أن الاختلاف في لفظ الكذاب والكاذب وكلاهما لفظ النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في حديث واحد فلا يعد اختلافا ، ودعوى القلب لا دليل عليه مع أن معنى قوله في الحديث " ليس الكذاب " أنه من باب ذي كذا أي ليس بذي كذب ، كما قيل في قوله تعالى : وما ربك بظلام للعبيد أي وما ربك بذي ظلم لأن نفي الظلامية لا يستلزم نفي كونه ظالما ; فلذلك يقدر كذا لأن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة يعني ليس عنده ظلم أصلا .