صفحة جزء
2629 42 - حدثنا محمد بن سابق ، أو الفضل بن يعقوب ، عنه ، قال : حدثنا شيبان أبو معاوية ، عن فراس ، قال : قال الشعبي ، حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ، أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات ، وترك عليه دينا ، فلما حضر جداد النخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا ، وإني أحب أن يراك الغرماء . قال : اذهب فبيدر كل تمر على ناحيته . ففعلت ، ثم دعوت ، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة ، فلما رأى ما يصنعون ، أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم قال : ادع أصحابك ، فما زال يكيل لهم ، حتى أدى الله أمانة والدي ، وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلي ، فسلم والله البيادر كلها أخواتي بتمرة ، حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة .


مطابقته للترجمة من حيث إن جابر بن عبد الله أوفى دين والده بغير حضور أخواته اللاتي هن من الورثة . ومحمد بن سابق أبو جعفر التميمي مولاهم البغدادي البزاز ، وأصله فارسي كان بالكوفة ، روى عنه البخاري هنا فقط بلا واسطة ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، وروى عنه بواسطة في الجهاد وفي المغازي والنكاح والأشربة ، ومع هذا تردد البخاري هنا حيث قال : محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب ، الرخامي البغدادي ، روى عنه البخاري في البيوع والتوحيد والجزية وعمرة الحديبية ، وهو من أفراده . وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي ، أبو معاوية ، سكن الكوفة ، أصله بصري . وفراس بكسر الفاء وتخفيف الراء وبالسين المهملة ، ابن يحيى الهمداني ، أبو يحيى الحارثي الكوفي المكتب. والشعبي هو عامر بن شراحيل من شعب همدان ، الكوفي .

والحديث مضى في مواضع في الاستقراض والصلح والهبة وغيرها ، وسيأتي أيضا ، وقد مضى الكلام فيه غير مرة .

قوله : " حضر جداد النخل " بفتح الجيم وكسرها ، وهو صرام النخل ، وهو قطع ثمرتها ، يقال : جد الثمرة يجدها جدا . قوله : " فبيدر " بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف ، وكسر الدال المهملة ، أمر من بيدر أي : اجعل كل صنف في بيدر ، أي : جرين يخصه ، والبيدر المكان الذي يداس فيه الطعام ، وهنا المكان الذي يجعل فيه التمر المجدود . قوله : " أغروا بي " مشتق من الإغراء ، وهو فعل ما لم يسم فاعله ، أي : لهجوا ، يقال : أغري بكذا إذا لهج به وأولع به ، وقال ابن الأثير : وفي حديث جابر " فلما رأوه أغروا بي تلك الساعة " أي : لجوا في مطالبتي وألحوا . قوله : " ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة " كذا هو في رواية الكشميهني وفي رواية غيره " تمرة " بنزع الخافض .

التالي السابق


الخدمات العلمية