" وقول الله " مجرور عطفا على فضل الجهاد ، وهاتان آيتان من سورة براءة ، أولاهما هو قوله : " إن الله اشترى " إلى قوله : " الفوز العظيم " والثانية هو قوله : " التائبون العابدون إلى " قوله : " وبشر المؤمنين " والمذكور هنا هكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15401النسفي nindex.php?page=showalam&ids=16438وابن شبويه وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي وكريمة الآيتان جميعا مذكورتان بتمامهما ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر المذكور إلى قوله : " وعدا عليه حقا " من الآية الأولى ثم قال إلى قوله : " والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين " ، قوله : " إن الله اشترى " إلى آخره ، قال : nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي وغيره ، nindex.php?page=hadith&LINKID=888252قال nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - يعني ليلة العقبة : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال : أشترط لربي أن تصدقوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم . قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : الجنة . قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل . فنزلت : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية ، والمراد أن الله أمرهم بالجهاد بأموالهم وأنفسهم ليجازيهم بالجنة ، فعبر عنه بالشراء لما تضمن من عوض ومعوض ، ولما جوزوا بالجنة على ذلك عبر عنه بلفظ الشراء تجوزا ، والباء في " بأن " للمقابلة والتقدير باستحقاقهم الجنة . قوله : " يقاتلون في سبيل الله " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فيه معنى الأمر ، كقوله : وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم قوله : " فيقتلون ويقتلون " أي : سواء قتلوا أو قتلوا أو اجتمع لهم هذا وهذا فقد وجبت لهم الجنة . قوله : " وعدا عليه حقا " وعدا ، مصدر مؤكد أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيل الله وعد ثابت ، وقد أثبته في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن . قوله : " ومن أوفى بعهده من الله " أي : لا أحد أعظم وفاء بما عاهد عليه من الله فإنه لا يخلف الميعاد . قوله : " فاستبشروا " أي : افرحوا بهذا البيع ، أي : فليبشر من قام بمقتضى هذا العقد ، ووفى هذا العهد بالفوز العظيم والنعيم المقيم . قوله : " التائبون " رفع على المدح ، أي : هم التائبون ، وهذا نعت للمؤمنين المذكورين ، يعني : التائبون من الذنوب كلها التاركون للفواحش . " العابدون " أي : القائمون بعبادة ربهم ، وقيل : بطول الصلاة . وقيل : بطاعة الله . قوله : " الحامدون " أي : على دين الإسلام . وقيل : على السراء والضراء . قوله : " السائحون " أي : الصائمون ، كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن عاصم عن ذر عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها " قالت : سياحة هذه الأمة الصيام " ، وهكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة وآخرون " وقال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري " السائحون " الصائمون شهر رمضان " .
[ ص: 79 ] وقال أبو عمرو العبدي : " السائحون " الذين يديمون الصيام من المؤمنين . وقد ورد في حديث مرفوع نحو هذا ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيغ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، حدثنا سليمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " السائحون " هم الصائمون . وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في سننه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة nindex.php?page=hadith&LINKID=674050أن رجلا قال : يا رسول الله ، ائذن لي في السياحة . فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : " سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " . وعن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة أنه قال : هم طلبة العلم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هم المهاجرون . رواهما nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، وليس المراد من السياحة ما قد يفهمه من تعبد بمجرد السياحة في الأرض والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري ، فإن هذا ليس بمشروع إلا في أيام الفتن والزلازل في الدين .
قوله : " الآمرون بالمعروف " وهو طاعة الله ، " والناهون عن المنكر " وهو معصية الله ، وإنما دخلت الواو فيها لأنها الصفة الثامنة ، والعرب تعطف الواو على السبعة ، ذكره جماعة من المفسرين ، وقيل : إن الواو إنما دخلت على الناهين لأن الأمر بالشيء نهي عن ضده تبعا وضمنا لا قصدا ، فلو قال : الناهون بغير واو لأشبه أن يريد النهي الذي هو تبع ، فلما ذكر الواو بين أن المراد الآمرون قصدا والناهون عن المنكر قصدا ، ولذلك دخلت الواو أيضا في " والحافظون لحدود الله " إذ لو لم يذكر الواو لأوهم أن المعنى : يحفظون حدود الله من الأشياء التي تقدم ذكرها ، فإن في كل شيء حدا لله عز وجل . فقال : " والحافظون " ليكون إخبارا لحفظهم الحدود في هذه الأشياء وغيرها .