" وقوله " بالرفع عطف على قوله : " أفضل الناس " لأنه مرفوع بالابتداء ، وخيره قوله : " مؤمن " هاتان آيتان من سورة الصف فيهما إرشاد للمؤمنين إلى طريق المغفرة . قالوا : النداء بقوله " يا أيها الذين آمنوا " للمخلصين ، وقيل : عام قوله : " هل أدلكم " استفهام في اللفظ إيجاب في المعنى قوله : " تنجيكم " أي تخلصكم وتبعدكم " من عذاب أليم " قرأ ابن عامر بالتشديد من التنجية ، والباقون بالتخفيف من الإنجاء . قوله : " تؤمنون " استئناف ، كأنهم قالوا : كيف نعمل ؟ فبين ما هي ، فقال : تؤمنون ، وهو خبر في معنى الأمر ، ولهذا أجيب بقوله : " يغفر لكم " . قوله : " وتجاهدون " عطف على " تؤمنون " وإنما جيء على لفظ الخبر للإيذان بوجوب الامتثال ، كأنها وجدت وحصلت . قوله : " ذلكم " أي : ما ذكر من الإيمان والجهاد " خير لكم " من أموالكم وأنفسكم " إن كنتم تعلمون " أنه خير لكم . قوله : " يغفر لكم " قيل : إنه جواب لقوله : " هل أدلكم " ، ووجهه أن متعلق الدلالة هو التجارة ، وهي مفسرة بالإيمان والجهاد ، فكأنه قيل : هل تتجرون بالإيمان والجهاد يغفر لكم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنهم قالوا : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله تعالى لعملناها ، فنزلت هذه الآية ، فمكثوا ما شاء الله يقولون : ليتنا نعلم ما هي ؟ فدلهم الله بقوله : " تؤمنون " ، وهذا يدل على أن " تؤمنون " كلام مستأنف . قوله : " ويدخلكم " عطف على " يغفر لكم " .