مناسبته للآية ظاهرة لأنها تتضمن معناه كما ذكرناه ، وسجال بكسر السين يعني تارة لنا وتارة علينا ، ففي غلبتنا يكون الفتح وفي غلبتهم تكون الشهادة ، وهذا مطابق لمعنى الآية ، وكل فتح يقع إلى يوم القيامة أو غنيمة فإنه من إحدى الحسنيين ، وكل قتيل يقتل في سبيل الله إلى يوم القيامة فهو من إحدى الحسنيين ، وإنما يبتلي الله الأنبياء عليهم السلام ليعظم لهم الأجر والثواب ولمن معهم ، ولئلا تخرق العادة الجارية بين الخلق ، ولو أراد الله خرقها لأهلك الكفار كلهم بغير حرب ، والسجال جمع سجل في الأصل ، وهو الدلو إذا كان ملآن ماء ولا تكون الفارغة سجلا ، وسجال هنا من المساجلة وهي المناولة في الأمر ، وهو أن يفعل كل من المتساجلين مثل صاحبه ، فتارة له وتارة لصاحبه .