أي : هذا باب في بيان فضل من ورد فيه قول الله تعالى : " ولا تحسبن الذين قتلوا " الآية ، ولا بد من هذا التقدير ، لأن ظاهره غير مراد ، ولهذا حذف nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي لفظ فضل من الترجمة ، ثم إن الآيتين ساقهما بتمامهما nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي وكريمة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون إلى : وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين " . واختلفوا في سبب نزول هذه الآيات ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن إسحاق ، حدثنا إسماعيل بن أمية بن عمرو [ ص: 111 ] ابن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير المكي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=674081لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من أثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن مقيلهم قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عن الحرب . فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم . فأنزل الله عز وجل : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وما بعدها ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في مستدركه ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أيضا في مستدركه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري عن سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه : ولا تحسبن الذين قتلوا الآية ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة والربيع nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13508أبو بكر بن مردويه بإسناده " عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله المديني عن موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشر بن الفاكه الأنصاري عن طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الأنصاري ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، قال : نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ما لي أراك مهتما ؟ قال : قلت : يا رسول الله استشهد أبي وترك عليه دينا وعيالا . قال : ألا أخبرك ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب ، وإنه كلم أباك كفاحا - قال علي : الكفاح المواجهة - قال : سلني أعطك . قال : أسألك أن أرد إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية . فقال الرب عز وجل : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ، قال : أي رب ، فأبلغ من ورائي . فأنزل الله عز وجل : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا حتى أنفد الآية " .
قوله : " فرحين " بمعنى فارحين ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يرزقون ، وأن يكون صفة لأحياء . قوله : " من فضله " أي : من رزقه ، قوله : " ويستبشرون " عطف على " فرحين " ، من الاستبشار وهو السرور بالبشارة . قوله : " بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم " أي : يفرحون بإخوانهم الذين فارقوهم أحياء ، يرجون لهم الشهادة ، يقولون : إن قتلوا نالوا ما نلنا من الفضل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يؤتى الشهيد بكتاب فيه يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا ، ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا ، فيسر بذلك كما يسر أهل الدنيا بقدوم غائبهم . قوله : " ألا خوف عليهم " بدل من الذين ، يعني : لا خوف عليهم فيمن خلفوه من ذريتهم ، " ولا هم يحزنون " على ما خلفوا من أموالهم . وقيل : لا خوف فيما يقدمون عليه ولا يحزنون على مفارقة الدنيا .
قوله : " يستبشرون " كلام مستأنف كرر للتوكيد ، والنعمة فضل من الله لا أنه واجب عليه . قوله : " وأن الله " بالفتح عطفا على النعمة والفضل ، وبالكسر على الابتداء ، وعلى أن الجملة اعتراضية ، وهي قراءة nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هذه الآية جمعت المؤمنين كلهم ، سواء الشهداء وغيرهم ، وقل ما ذكر الله فضلا ذكر به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثواب ما أعطاهم إلا ذكر ما أعطى المؤمنين من بعدهم .