صفحة جزء
2735 وقول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اصبروا إلى آخر الآية .


وقوله مجرور عطفا على قوله : " فضل رباط " وتمام الآية وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون قال زيد بن أسلم : اصبروا على الجهاد ، وصابروا العدو ، ورابطوا الخيل على العدو ، وعن الحسن وقتادة : اصبروا على طاعة الله ، وصابروا أعداء الله ، ورابطوا في سبيل الله ، وعن الحسن أيضا : اصبروا على المصائب ، وصابروا على الصلوات الخمس ، وقال محمد بن كعب : اصبروا على دينكم ، وصابروا لوعدي الذي وعدتكم عليه ، ورابطوا عدوي وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم ، واتقوني فيما بيني وبينكم لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني ، وفي ( تفسير ابن كثير ) قال الحسن البصري : أمروا أن يصبروا على دينهم الذي ارتضاه الله لهم ، وهو الإسلام ولا يدعوه لسراء ولا لضراء ، ولا لشدة ولا لرخاء حتى يموتوا مسلمين ، وأن يصابروا الأعداء الذين يملون دينهم ، وقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن أحمد ، أخبرنا موسى بن إسحاق ، أخبرنا أبو جحيفة علي بن يزيد الكوفي ، أخبرنا ابن أبي كريمة ، عن محمد بن يزيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أقبل أبو هريرة يوما ، فقال : يا ابن أخي أتدري فيما أنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا الآية . قلت : لا ، قال : [ ص: 176 ] أما إنه لم يكن في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - غزو يرابطون فيه ، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد ويصلون الصلاة في مواقيتها ، ثم يذكرون الله فيها فعليهم أنزلت اصبروا أي : على الصلوات الخمس وصابروا أنفسكم وهواكم ورابطوا في مساجدكم واتقوا الله فيما علمكم لعلكم تفلحون وهكذا روى الحاكم أيضا في ( مستدركه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية