ليس من الترجمة بل هو من القرآن ، وقد جرت عادته أنه إذا وقع في الخبر لفظة توافق ما وقع في القرآن أورد تفسيرا للفظ الواقع في القرآن ، وهذه اللفظة في آية في سورة الأعراف ، وهي قوله تعالى : وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون أهلكناها أي أهلكنا أهلها بمخالفتهم رسلنا وتكذيبهم، قوله : " بأسنا " أي نقمتنا ، قوله: " بياتا " أي ليلا أو هم قائلون من القيلولة ، وهي الاستراحة وسط النهار ، وقال بعض الشراح : موضع بياتا نياما بنون وميم من النوم ، وجعل هذه اللفظة من الترجمة فقال : والعجب لزيادته في الترجمة نياما وما هو في الحديث إلا ضمنا ; لأن الغالب أنهم إذا أوقع بهم في الليل لم يخلوا من نائم ، وما الحاجة إلى كونهم نياما أو أيقاظا وهما سواء إلا أن قتلهم نياما أدخل في الغيلة فنبه على جوازها مثل هذا انتهى ، وقال صاحب التلويح : هذا من قول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما لم يقله ، والذي رأيت في عامة ما رأيت من نسخ كتاب الصحيح بياتا بباء موحدة وبعد الألف تاء مثناة من فوق ، وكان هذا القائل وقعت له نسخة مصحفة أو تصحف عليه بياتا [ ص: 260 ] بنياما انتهى ، قلت : هذا القائل لا يستحق هذا المقدار من الحط عليه ، وله أن يقول : رأيت عامة ما رأيت من نسخ كتاب الصحيح نياما بالنون والميم ، وهذا محل نظر وتأمل مع أنا وافقنا صاحب التلويح فيما قاله ; حيث قلنا آنفا إن لفظ بياتا ليس من الترجمة بل هو من القرآن .