ويروى: وقال تعالى واختلاف ألسنتكم وقبله ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين هذه الآية الكريمة في سورة الروم، أي ومن آيات الله تعالى خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم، أي لغاتكم، وأجناس النطق وأشكاله خالف تعالى بين هذه حتى لا تكاد تسمع منطقين متفقين في همس واحد ولا جهارة ولا حدة ولا رخاوة ولا فصاحة ولا لكنة ولا نظم ولا أسلوب ولا غير ذلك من صفات النطق وأحواله، وكان أصل اختلاف اللغات من هود؛ ألقى الله على ألسنة كل فريق اللسان الذي يتكلمون به ليلا فأصبحوا لا يحسنون غيره.
قوله: وألوانكم أي واختلاف ألوانكم في تخطيطها وتنويعها، ولاختلاف ذلك وقع التعارف، وإلا فلو اتفقت وتشاكلت وكانت ضربا واحدا لوقع التجاهل والالتباس، ولتعطلت مصالح كثيرة، وربما رأيت توأمين مشتبهين في الحلية، ويعروك الخطأ في التمييز بينهما، وتعرف حكمة الله في المخالفة بين الحلي.
قوله: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه وتمام الآية: ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم وهذه الآية الكريمة في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: ليبين لهم أي ليفقهوا عنه ما يدعوهم إليه، فلا تكون لهم حجة على الله، ولا يقولوا: لم نفهم ما خوطبنا به. انتهى. وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف الألسنة؛ لأنه أرسل إلى الأمم كلها على اختلاف ألسنتهم، فجميع الأمم قومه بالنسبة إلى عموم رسالته، فاقتضى أن يعرف ألسنتهم؛ ليفهم عنهم ويفهموا عنه، والدليل على عموم رسالته قوله تعالى: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا بل إلى الثقلين، وهم على ألسنة مختلفة.