باب منون لأنه مقطوع عما بعده ، أي : هذا باب فيه بيان أن المرأة إذا حاضت بعد الإحرام تقضي ، أي : تؤدي جميع المناسك كلها إلا أنها لا تطوف بالبيت ، والمناسك جمع منسك بفتح السين وكسرها ، وهو التعبد ، ويقع على المصدر والزمان والمكان ، وسميت أمور الحج كلها مناسك الحج ، وسئل ثعلب عن المناسك ما هو ؟ فقال : هو مأخوذ من النسيكة ، وهي سبيكة الفضة المصفاة كأنه صفى نفسه لله تعالى ، وفي المطالع المناسك مواضع متعبدات الحج ، والمنسك المذبح أيضا ، وقد نسك ينسك نسكا إذا ذبح ، والنسيكة الذبيحة ، وجمعها نسك ، والنسك أيضا الطاعة والعبادة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى ، والنسك ما أمرت به الشريعة والورع وما نهت عنه ، والناسك العابد ، وجمعه النساك .
والمناسبة بين البابين ظاهرة ; لأن في الأول : ترك الحائض الصوم ، وهو فرض ، وفي هذا تركها الطواف الذي هو ركن ، وهو أيضا فرض ، وبقية الطواف كالركعتين بعده أيضا لا تعمل إلا بالطهارة ، وهل هي شرط في الطواف أم لا ؟ فيه خلاف مشهور .