أشار به إلى ما في قوله تعالى : ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا معناه أن الإنسان يكون عاقبة أمره إذا لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية إن رددناه أسفل من سفل خلقا وتركيبا ، يعني أقبح من قبح صورة ، وأشوهه خلقة ، وهم أصحاب النار فعلى هذا التفسير الاستثناء وهو قوله : إلا الذين آمنوا متصل ظاهر الاتصال ، وقيل : السافلون الضعفى والهرمى والزمنى ; لأن ذاك التقويم يزول عنهم ، ويتبدل خلقهم ، فعلى هذا الاستثناء منقطع ، فالمعنى لكن الذين كانوا صالحين من الهرمى فلهم أجر دائم غير ممنون : أي غير مقطوع على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله بالشيخوخة [ ص: 207 ] والهرم ، وعلى مقاساة المشاق ، والقيام بالعبادة ، فيكتب لهم في حال هرمهم وخرفهم مثل الذين كانوا يعملون في حال شبابهم وصحتهم .