أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى : فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه أي لم يتغير ، وأشار بقوله : آسن إلى ما في قوله تعالى : فيها أنهار من ماء غير آسن أي غير متغير ، وأشار بقوله والمسنون إلى ما في قوله تعالى : من حمإ مسنون أي من طين متغير ، وكل هذه من مادة واحدة ، وقال الكرماني ( فإن قلت ) : ما وجه تعلقه بقصة آدم عليه السلام ، ( قلت ) : ذكر بتبعية المسنون ; لأنه قد يقال باشتقاقه منه ، انتهى .
( قلت ) : الداعي إلى هذا السؤال والجواب هو أن جميع ما ذكره من الألفاظ من أول الباب إلى الحديث الذي يأتي متعلق بآدم وأحواله غير قوله : يتسنه ، فإنه متعلق بقضية عزير عليه السلام ، وغير قوله : آسن فإنه متعلق بالماء ، فلذلك سأل وأجاب ومع هذا قال ، وأمثال هذه تكثير لحجم الكتاب لا تكثير [ ص: 208 ] للفوائد ، والله تعالى أعلم بمقصوده ، ( قلت ) : لا يخلو عن زيادة فائدة ، ولكن كتابه موضوع لبيان الأحاديث لا لبيان اللغات لألفاظ القرآن .