[ ص: 269 ] أي هذا باب يذكر فيه أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ذكر الله تعالى وصية إبراهيم لبنيه بقوله: ووصى بها إبراهيم بنيه أي بهذه الملة وهي الإسلام، ووصى يعقوب أيضا بها، ثم قال محتجا على المشركين من العرب أبناء إسماعيل، وعلى الكفار من بني إسرائيل: إن يعقوب لما حضرته الوفاة وصى بنيه بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، فقال لهم: ما تعبدون من بعدي، فأخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا نعبد إلهك والآية هذه من باب التغليب; لأن إسماعيل عم يعقوب، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي أن العرب تسمي العم أبا، وقد استدل بهذه الآية من جعل الجد أبا وحجب به الإخوة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق، وإليه ذهبت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين، وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وغير واحد من علماء السلف والخلف، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في المشهور عنه: إنه يقاسم الإخوة، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان وعلي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن رحمهم الله، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري " أم كنتم شهداء " هي أم المنقطعة، ومعنى الهمزة فيها الإنكار، والشهداء جمع شهيد يعني الحاضر، أي ما كنتم حاضرين يعقوب إذ حضره الموت أي حين احتضر، والخطاب للمؤمنين بمعنى ما شهدتم ذلك، وإنما حصل لكم العلم به من طريق الوحي، وقيل الخطاب لليهود؛ لأنهم كانوا يقولون: ما مات نبي إلا على اليهودية، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أيضا: لكن الوجه أن تكون أم متصلة على أن يقدر قبلهما محذوف، كأنه قيل: أتدعون على الأنبياء اليهودية أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت يعني أن أولئكم من بني إسرائيل كانوا مشاهدين له إذ أراد بنيه على التوحيد وملة الإسلام، وقد علمتم ذلك فما لكم تدعون على الأنبياء ما هم منه برآء؟!