قوله: وأنتم تبصرون أي والحال أنكم تعلمون أنها فاحشة لم تسبقوا إليها، وتبصرون [ ص: 270 ] من بصر القلب، والله تعالى إنما خلق الأنثى للذكر ولم يخلق الذكر للذكر ولا الأنثى للأنثى، وقيل وأنتم تبصرون أي يبصر بعضكم بعضا؛ لأنهم كانوا في ناديهم يرتكبونها مجاهرين بها لا يستترون، عتوا منهم وتمردا وخلاعة ومجانة.
قوله: تجهلون أي عاقبة العصيان ويوم الجزاء، وقيل تجهلون موضع قضاء الشهوة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: فإن قلت فسرت "تبصرون" بالعلم، وبعده بل أنتم قوم تجهلون فكيف يكونون علماء جهلاء؟
قلت: أراد تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك، واجتمعت الغيبة والمخاطبة في قوله تعالى: بل أنتم قوم تجهلون فغلبت المخاطبة فقيل "تجهلون" لأن المخاطبة أقوى وأرسخ أصلا من الغيبة.
قوله: فما كان جواب قومه أي قوم لوط "إلا أن قالوا" كلمة "أن" مصدرية، أي إلا قولهم.
قوله: يتطهرون من أدبار الرجال، يقولونه استهزاء بهم وتهكما.
قوله: فأنجيناه أي أنجينا لوطا من العذاب، وأنجينا أهله إلا امرأته "قدرناها" أي جعلناها بتقديرنا وقضائنا عليها من الغابرين، أي الباقين في العذاب.
قوله: وأمطرنا عليهم مطرا أي الحجارة فساء مطر المنذرين الذين أنذروا بالعذاب، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: أينما كان المطر في كتاب الله فهو العقاب، والمذكور في التفسير أنه يقال أمطر في العذاب ومطر في الرحمة، وأهل اللغة يقولون مطرت السماء وأمطرت.