ساق في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة هاتين الآيتين بتمامهما.
قوله: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وروي أن موسى عليه الصلاة والسلام وعد بني إسرائيل وهو بمصر إن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله فيه بيان ما يأتون وما يذرون، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب، فأمره بصوم ثلاثين يوما، وهو شهر ذي القعدة، فلما أتم الثلاثين أنكر خلوف فيه، فتسوك فقالت [ ص: 294 ] الملائكة: كنا نشم من فيك رائحة المسك فأفسدتها بالسواك، فأمره الله أن يزيد عليها عشرة أيام من ذي الحجة لذلك، وهو معنى قوله: وأتممناها بعشر .
قوله: فتم ميقات ربه أربعين ليلة وميقات ربه ما وقت له من الوقت وضربه له، والفرق بين الميقات والوقت وإن كانا من جنس واحد أن الميقات ما قدر لعمل، والوقت قد لا يقدر لعمل.
قوله: " أربعين ليلة " نصب على الحال، أي تم بالغا هذا العدد.
قوله: لن تراني يعني أعطى جوابه بقوله لن تراني يعني في الدنيا، وقد أشكل حرف لن هاهنا على كثير من الناس؛ لأنها موضوعة لنفي التأبيد، فاستدل به المعتزلة على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة، وهذا أضعف الأقوال; لأنه قد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أن المؤمنين يرونه في دار الآخرة، وقيل: إنها لنفي التأبيد في الدنيا؛ جمعا بين هذه وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الدار الآخرة.
قوله: " فإن استقر " أي الجبل مكانه وهو أعظم جبل لمدين، قاله الكلبي، يقال له زبير والمعنى: اجعل بيني وبينك علما هو أقوى منك يعني الجبل، فإن استقر مكانه وسكن ولم يتضعضع فسوف تراني، وإن لم يستقر فلن تطيق.
جعله دكا قال ترابا وخر موسى صعقا قال مغشيا عليه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وقع ميتا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري: ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر، فهو يذهب معه، وعن أبي بكر الهذلي: جعله دكا انعقد فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة، وفي تفسير ابن كثير، وجاء في بعض الأخبار أنه ساخ في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي مالك عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=3503020لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل، فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة، فالتي بالمدينة أحد وورقان ورضوى، ووقع بمكة حراء وثبير وثور قال ابن كثير هذا حديث غريب بل منكر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ذكر عن عروة بن رويم قال: كانت الجبال قبل أن يتجلى الله لموسى صماء ملساء، فلما تجلى تفطرت الجبال فصارت الشقوق والكهوف.
قوله: " فلما أفاق " يعني من غشيته، وعلى قول nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل ردت عليه روحه قال: سبحانك تبت إليك أي من الإقدام على المسألة قبل الإذن، وقيل: المراد من التوبة الرجوع إلى الله تعالى لا عن ذنب سبق، وقيل: إنما قال ذلك على جهة التسبيح وهو عادة المؤمنين عند ظهور الآيات الدالة على عظم قدرته.
قوله: " وأنا أول المؤمنين " أي بأنك لا ترى في الدنيا، وقيل من بني إسرائيل، وقيل ممن يذم باستعظام سؤاله الرؤية.