صفحة جزء
3241 وقوله: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان


" وقوله " بالجر أيضا عطف على قوله: " وهب لي ملكا ".

قوله: واتبعوا ؛أي: اليهود، " ما تتلو الشياطين "؛ أي: ما ترويه وتخبره وتحدثه الشياطين.

قوله: على ملك سليمان وعداه بعلى لأنه ضمن معنى " ما تتلوا " تكذب. وقال ابن جرير: " على " هنا بمعنى في؛ أي: في ملك سليمان. ونقله عن ابن جريج وابن إسحاق، قلت: التضمين أولى وأحسن. وقال السدي ما ملخصه: إن الشياطين [ ص: 12 ] كانوا يصعدون إلى السماء فيسمعون من الملائكة ما يكون في الأرض فيأتون الكهنة فيخبرون به فتحدثه الكهنة للناس فيجدونه كما قالوا، وأدخلت الكهنة فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة، فاكتتب الناس ذلك وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب وجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق، فلما مات سليمان تمثل شيطان في صورة آدمي وأتى نفرا من بني إسرائيل فدلهم على تلك الكتب فأخرجوها، فقال لهم الشيطان: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن والطير بهذا السحر! ثم طار وذهب، وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرا، فاتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب، فلما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصموه بها، فأنزل الله تعالى هذه الآية: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان الآية..

التالي السابق


الخدمات العلمية