صفحة جزء
3441 141 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا قيس سمعت المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون.


هذا ملحق بأبواب علامات النبوة وفيه معجزة ظاهرة، فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن، ولا يزول حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث.

وعبد الله بن أبي الأسود واسم أبي الأسود حميد بن الأسود البصري، ويحيى القطان وإسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي، وقيس بن أبي حازم.

والحديث أخرجه البخاري أيضا في الاعتصام عن عبيد الله بن موسى وفي التوحيد عن شهاب بن عباد، وأخرجه مسلم في الجهاد عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن محمد بن عبد الله بن نمير، وعن ابن أبي عمر.

قوله: " ظاهرين " من ظهرت أي: علوت والواو في قوله: " وهم ظاهرون " للحال، واحتجت به الحنابلة على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد. قوله: " حتى يأتيهم أمر الله " قال النووي: هو الريح الذي يأتي فيأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة، ويروى: " حتى تقوم الساعة " أي: تقرب الساعة وهو خروج الريح، ويروى " لا تزال طائفة من أمتي " وهو في مسلم كذلك. قال البخاري: وأما هذه الطائفة فهم أهل العلم. وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. قال القاضي: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحق. وقال النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين، فمنهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، ومنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أنواع أخرى من أهل الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض قال: وفيه دليل لكون الإجماع حجة، وهو أصح ما يستدل به من الحديث، وأما حديث: لا تجتمع أمتي على ضلالة فضعيف.

التالي السابق


الخدمات العلمية