فرشني بخير لا أكونن ومدحتي كناحت يوما صخرة بعسيل
قلت: رشني أمر من راش يريش يقال: رشت فلانا أصلحت حاله، والواو في ومدحتي للمصاحبة؛ أي: مع مدحتي، والاستشهاد فيه في قوله: يوما فإنه ظرف فصل به بين المضاف وهو قوله: كناحت وبين المضاف إليه وهو صخرة، والتقدير: كناحت صخرة يوما بعسيل بفتح العين المهملة وكسر السين المهملة، وهو قضيب الفيل قاله وبهذا يرد على الجوهري، حيث يقول: إن حذف النون من خطأ الرواة لأن الكلمة ليست مضافة ولا فيها ألف ولام، وإنما يجوز في هذين الموضعين، ولا وجه لإنكاره لوقوع مثل هذه كثيرا في الأشعار، وفي القرآن أيضا في قراءة ابن عامر: " وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم " بنصب أولادهم وجر شركائهم. قوله: " فما أوذي بعدها " أي: فما أوذي أبي البقاء أبو بكر بعد هذه القضية لأجل ما أظهره النبي صلى الله عليه وسلم لهم من تعظيمه أبا بكر رضي الله تعالى عنه.