أي : هذا باب في ذكر قول الله تعالى : إذ تستغيثون ربكم الآيات ، هكذا سيقت هذه الآيات كلها في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة ، وفي رواية الأكثرين باب قول الله تعالى : إذ تستغيثون ربكم إلى قوله : شديد العقاب
قوله : إذ تستغيثون بدل من قوله : وإذ يعدكم وقيل : يتعلق بقوله : ليحق الحق ويبطل الباطل واستغاثتهم أنهم لما علموا أنه لا بد من القتال طفقوا يدعون الله تعالى : أي رب انصرنا على عدوك ، يا غياث المستغيثين أغثنا ، وسيجيء بيان الاستغاثة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . قوله : أني ممدكم من الإمداد ، وقد مر الكلام فيه عن قريب ، وأصل أني بأني فحذف الجار وسلط عليه استجاب فنصب محله ، وعن أبي عمرو أنه قرأ : إني ممدكم، بالكسر على إرادة القول أو على إجراء استجاب مجرى قال ; لأن الاستجابة من القول . قوله : مردفين أي : مردف بعضهم بعضا ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : متتابعين ، يعني وراء كل ملك ملك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : حدثني المثنى ، حدثنا إسحاق ، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري ، حدثني عبد العزيز بن عمران ، عن الربيعي ، عن أبي الحويرث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16932محمد بن جبير ، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : نزل جبريل عليه الصلاة والسلام في ألف من الملائكة عن ميمنة النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وفيها أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - ونزل ميكائيل في ألف من الملائكة عن ميسرة النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وأنا في الميسرة ، وهذا يقتضي لو صح إسناده أن الألف مردفة بمثلها ، ولهذا قرأ بعضهم (مردفين) بفتح الدال . قوله : وما جعله الله أي : وما جعل الله بعث الملائكة وإعلامه إياكم بهم إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وإلا فالله تعالى قادر على نصركم على أعدائكم بدون ذلك ، ولهذا قال : وما النصر إلا من عند الله قوله : إذ يغشيكم النعاس كلمة إذ بدل ثان من إذ يعدكم أو منصوب بالنصر أو بما في من عند الله من معنى الفعل أو بما جعله الله ، ومعنى يغشيكم يغطيكم ، يقال : غشاه تغشية إذا غطاه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : قرئ بالتشديد والتخفيف ونصب النعاس ، والضمير لله عز وجل . قوله : أمنة مفعول له ، أي : لأمنكم ، قال المفسرون : ذكرهم الله بما أنعم به عليهم من إلقائه النعاس عليهم أمانا من خوفهم الذي حصل لهم من كثرة عدوهم وقلة عددهم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة : كنت ممن أصابه النعاس يوم أحد ، ولقد سقط السيف من يدي مرارا ، ولقد نظرت إليهم يمتدون وهم تحت الجحف ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : عن أبي عاصم ، عن أبي رزين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس أنه قال : النعاس في القتال أمنة من الله ، وفي الصلاة وسوسة من الشيطان ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : النعاس في الرأس والنوم في القلب ، وقال سهل بن عبد الله : هو يحل في الرأس مع حياة القلب ، والنوم يحل في القلب بعد نزوله من الرأس . قوله : وينـزل عليكم إلى قوله : الأقدام وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نزل المسلمون يوم بدر على كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام وحوافر الدواب ، وسبقهم المشركون إلى ماء بدر وغلبوهم عليه ، وأصبح المسلمون بعضهم محدثين وبعضهم [ ص: 80 ] جنبا ، وأصابهم الظمأ ، ووسوس إليهم الشيطان وقال : تزعمون أن فيكم نبي الله وأنكم أولياء الله ، وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون جنبا ومحدثين ، فكيف ترجون أن تظهروا عليهم ، فأرسل الله عليهم مطرا من السماء سال منه الوادي ، فشرب منه المسلمون واغتسلوا وسقوا الركاب وملأوا الأسقية ، وأطفأت الغبار واشتد الرمل حتى ثبتت عليه الأقدام ، وزالت وسوسة الشيطان ، فذلك قوله تعالى : وينـزل عليكم الآية .
قوله : إذ يوحي ربك بدل ثالث من إذ يعدكم ، وأنه نصب بيثبت به الأقدام . قوله : أني معكم مفعول يوحي ، وقرئ إني بالكسر على إرادة القول . قوله : فثبتوا الذين آمنوا المعنى أني معينكم على التثبيت فثبتوهم ، وقال ابن إسحاق : فآزروهم ، وقيل : قاتلوا معهم ، وقيل : كثروا سوادهم . قوله : الرعب أي : الخوف والمذلة والصغار فاضربوا فوق الأعناق وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أراد أعالي الأعناق التي هي المذابح لأنها مفاصل ، فكان إيقاع الضرب فيها حزا وتطييرا للرؤوس ، وقيل : أراد الرؤوس لأنها فوق الأعناق . قوله : كل بنان قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : البنان الأصابع ، يريد الأطراف ، وقيل : كل مفصل . قوله : ذلك إشارة إلى ما أصابهم من الضرب والقتل والعقاب العاجل ، ومحله الرفع على الابتداء ، وقوله بأنهم خبره ، أي : ذلك العقاب وقع عليهم بسبب مشاقهم . قوله : شاقوا الله ورسوله أي : خالفوهما . قوله : شديد العقاب أي : هو الطالب الغالب لمن خالفه وناوأه ، لا يفوته شيء ولا يقوم لغضبه شيء .