3875 137 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15825خلاد بن يحيى ، حدثنا عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه قال : أتيت nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا رضي الله عنه فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=653792إنا يوم الخندق نحفر ، فعرضت كدية شديدة ، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : هذه كدية عرضت في الخندق ! فقال : أنا نازل . ثم قام وبطنه معصوب بحجر ، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم ! فقلت : يا رسول الله ، ائذن لي إلى البيت ! فقلت لامرأتي : رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما كان في ذلك صبر ، فعندك شيء ؟ قالت : عندي شعير وعناق - فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج ، فقلت : طعيم لي ، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان ! قال : كم هو ؟ فذكرت له ، قال : كثير طيب ! قال : قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي ! فقال : قوموا ! فقام المهاجرون والأنصار ، فلما دخل على امرأته قال : ويحك ! جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمهاجرين والأنصار ومن معهم ! قالت : هل سألك ؟ قلت : نعم . فقال : ادخلوا ولا تضاغطوا . فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع ، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا ، وبقي بقية ! قال : كلي هذا وأهدي ، فإن الناس أصابتهم مجاعة .
مطابقته للترجمة في قوله " يوم الخندق " ، وخلاد - على وزن فعال بالتشديد - ابن يحيى بن صفوان أبو محمد السلمي الكوفي ، مات بمكة قريبا من سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وهو من أفراده .
وعبد الواحد بن أيمن - ضد الأيسر - يروي عن أبيه أيمن الحبشي مولى ابن أبي عمر المخزومي القرشي المكي ، من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، والحديث أيضا من أفراده .
قوله " يوم الخندق " نصب على الظرف .
قوله " نحفر " خبر " إن " .
قوله " كدية " بضم الكاف وسكون الدال المهملة وبالياء آخر الحروف ، وهي القطعة الصلبة من الأرض لا يؤثر فيها المعول ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر " كبدة " بفتح الكاف وسكون الباء الموحدة قبل الدال ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : كأن المراد أنها واحدة الكبد وهو الجبل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : كبدة بالباء الموحدة إن كانت محفوظة فهي القطعة من الأرض الصلبة ، وأرض كبداء وقوس كبداء أي شديدة . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي عن الجرجاني " كندة " بنون ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن " كتدة " بفتح التاء المثناة من فوق ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : لا أعرف لها معنى . وفي رواية " كذانة " بذال معجمة ونون وهي القطعة من الجبل ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق " صخرة " ، وفي رواية " عبلة " وهي الصخرة الصماء وجمعها عبلات ويقال لها العبلاء والأعبل وكلها الصخرة .
قوله " وبطنه معصوب بحجر " ، زاد يونس في روايته " من الجوع " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد " nindex.php?page=hadith&LINKID=889948أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - على بطنه حجرا من الجوع " ، فإن قلت : ما كان فائدة ربط الحجر ؟ فهل ذلك يدفع الجوع أم لا ؟ قلت : قيل إن البطن يضمر من الجوع ، فيربط الحجر على البطن ليدفع انحناء الصلب ; لأن الجائع ينحني صلبه إذا اشتد به الجوع . وقال الكرماني : فائدته تسكين حرارة الجوع ببرودة الحجر ، أو ليعتدل قائما ، أو لأنها حجارة رقاق [ ص: 180 ] تشد العروق والأمعاء فلا ينحل مما في البطن فلا يحصل ضعف زائد بسبب التحلل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : الصواب الحجز بالزاي ، إذ لا معنى لشد الحجر على البطن من الجوع - ورد عليه بما جاء في الرواية التي تأتي " nindex.php?page=hadith&LINKID=653793رأيت بالنبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - خمصا شديدا " والخمص الجوع ، قلت : فيه نظر لا يخفى .
قوله " ذواقا " بفتح الذال المعجمة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12570ابن الأثير : الذواق المأكول والمشروب ، فعال بمعنى مفعول ، من الذوق ، ويقع على المصدر والاسم ، يقال ذقت الشيء أذوقه ذوقا وذواقا ، وما ذقت ذواقا أي شيئا .
قوله " المعول " بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو وفي آخره لام ، وهو الفأس الذي يكسر به الحجر ، وقال بعضهم : المعول المسحاة . قلت : هذا التفسير غير صحيح ، والمعول الفأس كما ذكرنا ، والميم فيه زائدة ، والمسحاة المجرفة من الحديد والميم فيها أيضا زائدة لأنها من السحو وهو الكشف والإزالة ، ومن الدليل على المغايرة رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله " فأخذ المعول أو المسحاة " بالشك .
قوله " كثيبا " بفتح الكاف وكسر الثاء المثلثة ، هو الرمل ، قال الله تعالى : كثيبا مهيلا ; أي تفتت حتى صار كالرمل يسيل ولا يتماسك .
قوله " أهيل " ، الأهيل هو أن ينهال فيسيل من لينه ويتساقط من جوانبه ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد " كثيبا يهال " .
قوله " أو أهيم " شك من الراوي ; أي أو عاد كثيبا أهيم ، وهو بمعنى الأهيل ، والهيام من الرمل ما كان دقاقا يابسا ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " أهيل " بغير شك ، وكذا في رواية يونس ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : ضبطها بعضهم " أهثم " بالثاء المثلثة ، وبعضهم بالتاء المثناة من فوق وفسرها بأنها تكسرت ، والمعروف بالياء آخر الحروف .
قوله " ائذن لي إلى البيت " ; أي ائذن لي حتى آتي بيتي .
قوله " فقلت لامرأتي " ، وفيما قبله حذف تقديره فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يأتي إلى بيته فقال ما ذكر هنا وهو قوله " فقلت لامرأتي : رأيت بالنبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - شيئا " ; يعني من الجوع ، واسم المرأة سهيلة بنت مسعود بن أوس الظفرية الأنصارية ، بايعت .
قوله " عندي شعير " ، بين nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير في روايته أنه صاع .
قوله " عناق " بفتح العين ; الأنثى من أولاد المعز .
قوله " فذبحت " ، الذابح هو جابر ، يخبر عن نفسه بذلك .
قوله " وطحنت " ; أي امرأته ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن سعيد " فأمرت امرأتي فطحنت وصنعت لنا خبزا " .
قوله " حتى جعلنا " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني " حتى جعلت " .
قوله " في البرمة " بضم الباء الموحدة وسكون الراء ، وهي القدر مطلقا ، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن .
قوله " والعجين قد انكسر " ; يعني لان وتمكن فيه الخمير .
قوله " الأثافي " بفتح الهمزة جمع الأثفية بضم الهمزة ، وقد تخفف الياء في الجمع ، وهي الحجارة التي تنصب وتوضع القدر عليها ، يقال أثفيت القدر إذا جعلت لها الأثافي ، وثفيتها إذا وضعتها عليها ، والهمزة فيه زائدة .
قوله " طعيم " مصغر طعام ، صغره لأجل قلته ، وقال ابن التين : ضبطه بعضهم بتخفيف الياء وهو غلط - قلت : لأن طعيم بتخفيف الياء تصغير طعم لا تصغير الطعام .
قوله " لي " صفة " طعيم " ; أي مصنوع لأجلي .
قوله " فقم أنت يا رسول الله ورجل " ، قوله " أو رجلان " شك من الراوي ، وفي رواية يونس " ورجلان " بلا شك .
قوله " فقال : كم هو ؟ " ; أي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كم طعامك .
قوله " فذكرت له " ; أي لرسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وبينت له الطعام .
قوله " فقال : كثير طيب " ; أي فقال النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - طعام كثير طيب .
قوله " لا تنزع البرمة " ; أي من فوق الأثافي .
قوله " ولا الخبز " ; أي ولا تنزع الخبز من التنور .
قوله " حتى آتي " ; أي إلى أن آتي بيتكم ، أي أجيء .
قوله " فقال : قوموا " ; أي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن كان عنده من الصحابة " قوموا " إلى أكل nindex.php?page=showalam&ids=36جابر .