مطابقته للترجمة ظاهرة ، ( ذكر رجاله ) وهم خمسة ذكروا غير مرة ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، وينسب إلى جده ، nindex.php?page=showalam&ids=12374وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=12300وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير بن العوام .
( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه أن رواته كوفيون ، ومدنيون ، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابية .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في اللباس عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل به ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=16696عمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبي بكر بن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن منصور عن سفيان ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في اللباس عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان به .
( ذكر لغاته ومعانيه ) : قوله : "في خميصة" بفتح الخاء المعجمة ، وكسر الميم ، وبالصاد المهملة ، وهي كساء أسود مربع له علمان أو أعلام ، ويكون من خز أو صوف ، ولا يسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة ، سميت بذلك للينها ورقتها وصغر حجمها إذا طويت ، مأخوذ من الخمص ، وهو ضمور البطن ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب في شرح الموطأ : الخميصة كساء صوف أو مرعزي معلم الصنعة . قوله : "لها أعلام" جملة وقعت صفة لخميصة ، والأعلام جمع علم بفتحتين ، وقد فسرناه عن قريب . قوله : "فلما انصرف" أي : من صلاته ، واستقبال القبلة . قوله : "إلى أبي جهم" بفتح الجيم ، وسكون الهاء ، واسمه عامر بن حذيفة العدوي القرشي المدني الصحابي ، وقيل : اسمه عبيد أسلم يوم الفتح ، وكان معظما في قريش ، وعالما بالنسب شهد بنيان الكعبة مرتين ، مات في آخر خلافة معاوية ، وهو غير أبي جهيم المصغر المذكور في المرور . قوله : "بأنبجانية أبي جهم" قد اختلفوا في ضبط هذا اللفظ ومعناه ، فقيل بفتح الهمزة ، وسكون النون ، وكسر الباء الموحدة ، وتخفيف الجيم ، وبعد النون ياء النسبة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : يقال كبش أنبجاني بكسر الباء وفتحها إذا كان ملتفا كثير الصوف ، وكساء أنبجاني كذلك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري إذا نسبت إلى منبج فتحت الباء ، فقلت : كساء منبجاني أخرجوه مخرج مخبراني ومنظراني ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم في لحن العامة : لا يقال : كساء أنبجاني ، وهذا مما تخطئ فيه العامة ، وإنما يقال منبجاني بفتح الميم والباء قال : وقلت للأصمعي : لم فتحت الباء ، وإنما نسب إلى منبج بالكسر ؟ قال : خرج مخرج منظراني ومخبراني قال : والنسب مما يغير البناء ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14986القزاز في الجامع : والنباج موضع تنسب الثياب المنبجانية ، وفي الجمهرة : ومنبج موضع أعجمي ، وقد تكلمت به العرب ، ونسبوا إليه الثياب المنبجانية ، وفي المحكم : أن منبج موضع قال nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الميم فيه زائدة بمنزلة الألف ؛ لأنها إنما كثرت مزيدة أولا ، فموضوع زيادتها كموضع الألف ، وكثرتها ككثرتها إذا كانت أولا في الاسم والصفة ، وكذلك النباج ، وهما نباجان نباج نبتل ، ونباج بن عامر وكساء منبجاني منسوب إليه على غير قياس ، وفي المغيث : المحفوظ كسر باء الأنبجانية ، وقال ابن الحصار في تقريب المدارك : من زعم أنه منسوب إلى منبج فقد وهم ، ( قلت ) منبج بفتح الميم ، وسكون النون ، وكسر الباء الموحدة ، وفي آخره جيم بلدة من كور قنسرين بناها بعض الأكاسرة الذي غلب على الشام ، وسماها منبه ، وبنى بها بيت نار ، ووكل بها رجلا فعربت فقيل : منبج ، والنسبة إليها منبجي على الأصل ، ومنبجاني على غير قياس ، والباء تفتح في النسبة كما يقال في النسبة إلى صدف بكسر الدال : صدفي بفتحها ، ومن هذا قالnindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : نسبة إلى منبج بفتح الميم ، وكسر الباء ، ويقال : نسبة إلى موضع يقال له أنبجان ، وعن هذا قال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب يقال : كساء أنبجاني ، وهذا هو الأقرب إلى الصواب في لفظ الحديث ، وأما تفسيرها فقال nindex.php?page=showalam&ids=13055عبد الملك بن حبيب في شرح الموطأ : هي كساء غليظ تشبه الشملة يكون سداه قطنا غليظا أو كتانا غليظا ، ولحمته صوف ليس بالمبرم في فتله ، لين غليظ يلتحف به في الفراش ، وقد يشتمل بها في شدة البرد ، وقيل : هي من أدوان الثياب الغليظة تتخذ من الصوف ، ويقال : هو كساء غليظ لا علم له فإذا كان للكساء علم فهو خميصة ، وإن لم يكن فهو أنبجانية .
قوله : "ألهتني" أي : أشغلتني ، وهو من الإلهاء ، وثلاثيه لهي الرجل عن الشيء يلهى عنه إذا غفل ، وهو من باب يعلم ، وأما لها يلهو إذا لعب فهو من باب [ ص: 94 ] نصر ينصر ، وفي الموعب وقد لهى يلهو والتهى ، وألهاني عنه كذا أي : أنساني وشغلني . قوله : "آنفا" أي : قريبا ، واشتقاقه من الائتلاف بالشيء أي الابتداء به ، وكذلك الاستئناف ، ومنه أنف كل شيء ، وهو أوله ، ويقال قلت : آنفا ، وسالفا ، وانتصابه على الظرفية قال ابن الأثير قلت الشيء آنفا في أول وقت يقرب مني . قوله : "عن صلاتي" أي : عن كمال الحضور فيها ، وتدبير أركانها وأذكارها ، والاستقصاء في التوجه إلى جناب الجبروت .
الأسئلة والأجوبة : منها ما قيل : كيف بعث صلى الله عليه وسلم بشيء يكرهه لنفسه إلى غيره ، وأجيب بأن بعثها إلى أبي جهم لم يكن لما ذكر ، وإنما كان ؛ لأنها كانت سبب غفلته وشغله عن الخشوع ، وعن ذكر الله كما قال : اخرجوا عن هذا الوادي الذي أصابكم فيه الغفلة فإنه واد به شيطان ، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في الضب : "إنا لا نتصدق بما لا نأكل" ، وهو عليه الصلاة والسلام أقوى خلق الله لرفع الوسوسة ، ولكن كرهها لدفع الوسوسة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : وأما بعثه صلى الله عليه وسلم بالخميصة إلى أبي جهم ، وطلب أنبجانيته فهو من باب الإدلال عليه لعلمه بأنه يفرح به .
ومنها ما قيل : أليس فيه تغيير خاطره بالرد عليه ، وأجيب بما ذكرناه الآن عن nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ، والأولى من هذا ما دلت عليه رواية أبي موسى المدني : ردوها عليه وخذوا أنبجانيته لئلا يؤثر رد الهدية في قلبه ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : "شغلني أعلام هذه ، وأخذ كرديا كان لأبي جهم فقيل : يا رسول الله ، الخميصة كانت خيرا من الكردي" ، ومنها ما قيل : أليس فيه إشارة إلى استعمال أبي جهم إياها في الصلاة ، وأجيب بأنه لا يلزم منه ذلك ، ومثله قوله : في حلة عطارد حيث بعث بها إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : إنني لم أبعث بها إليك لتلبسها ، وإنما أباح له الانتفاع بها من جهة بيع أو إكساء لغيره من النساء ، ( فإن قلت ) : ليست قضية أبي جهم مثل قضية nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال له : لم أبعث بها إليك لكذا وكذا ، وهي إذا ألهت سيد الخلق مع عصمته فكيف لا تلهي أبا جهم على أنه قيل إنه كان أعمى ، فالإلهاء مفقود عنه ، ( قلت ) لعله صلى الله عليه وسلم علم أنه لا يصلي فيها ، ويحتمل أن يكون خاصا بالشارع كما قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650808 "كل فإني أناجي من لا تناجي" ، ومنها ما قيل كيف يخاف الافتتان من لا يلتفت إلى الأكوان ما زاغ البصر وما طغى وأجيب بأنه كان في تلك الليلة خارجا عن طباعه فأشبه ذلك نظره من ورائه ، فأما إذا رد إلى طبعه البشري فإنه يؤثر فيه ما يؤثر في البشر . ومنها ما قيل : إن المراقبة شغلت خلقا من أتباعه حتى إنه وقع السقف إلى جانب مسلم بن يسار ، ولم يعلم ، وأجيب بأن أولئك يؤخذون عن طباعهم فيغيبون عن وجودهم ، وكان الشارع يسلك طريق الخواص وغيرهم ، فإذا سلك طريق [ ص: 95 ] الخواص غير الكل فقال : "لست كأحدكم" ، وإذا سلك طريق غيرهم قال : "إنما أنا بشر" ، فرد إلى حالة الطبع فنزع الخميصة ليس به من ترك كل شاغل .