صفحة جزء
4051 308 - حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن عمرو بن سلمة ، قال : قال لي أبو قلابة : ألا تلقاه فتسأله ، قال : فلقيته فسألته فقال : كنا بما ممر الناس ، كان يمر بنا الركبان فنسألهم : ما للناس ؟ ما للناس ؟ ما هذا الرجل ؟ فيقولون : يزعم أن الله أرسله أوحى إليه ، أو أوحى الله بكذا ، فكنت أحفظ ذلك الكلام ، وكأنما يغرى في صدري ، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح ، فيقولون : اتركوه وقومه ، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق ، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم ، وبدر أبي قومي بإسلامهم ، فلما قدم قال : جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقا فقال : صلوا صلاة كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم ، وليؤمكم أكثركم قرآنا ، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني ، لما كنت أتلقى من الركبان ، فقدموني بين أيديهم ، وأنا ابن ست أو سبع سنين ، وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني ، فقالت امرأة من الحي : ألا تغطوا عنا است قارئكم ، فاشتروا فقطعوا لي قميصا ، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص .


مطابقته للترجمة في قوله : " بإسلامهم الفتح " وفي قوله : " وقعة أهل الفتح " وأيوب هو السختياني ، وأبو قلابة ، بكسر القاف اسمه عبد الله بن زيد الجرمي ، وعمرو بن سلمة بكسر اللام ابن قيس الجرمي ، يكنى أبا يزيد ، قال أبو عمر : أدرك النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وكان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقد قيل : إنه قدم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مع أبيه ، ولم يختلف في قدوم أبيه على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، نزل عمرو بن سلمة البصرة ، ويقال : مختلف في صحبة عمرو ، وما له في البخاري سوى هذا الحديث ، وكذا أبوه لكن وقع ذكر عمرو بن سلمة في حديث مالك بن الحويرث في صفة الصلاة .

قوله : " قال لي أبو قلابة " أي : قال أيوب : قال لي أبو قلابة : ألا تلقاه " أي : ألا تلقى عمرو بن سلمة ، قوله : " فقال " أي : عمرو بن سلمة ، " كنا بماء " أراد به المنزل الذي ينزل عليه الناس ، قوله : " ممر الناس " بالجر صفة لماء ، وهو بتشديد الراء ، اسم موضع المرور ، ويجوز فيه الرفع على تقدير : هو ممر الناس ، قوله : " الركبان " جمع راكب الإبل خاصة ، ثم اتسع فيه ، فأطلق على من ركب دابة ، قوله : " ما للناس ؟ ما للناس ؟ " كذا هو مكرر مرتين ، قوله : " ما هذا الرجل ؟ " أي : يسألون عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وعن حال العرب [ ص: 290 ] معه ، قوله : " أو أوحى الله بكذا " شك من الراوي ، يريد به حكاية ما كانوا يخبرونهم به مما سمعوه من القرآن ، وفي المستخرج لأبي نعيم فيقولون : نبي يزعم أن الله أرسله ، وأن الله أوحى إليه كذا وكذا ، فجعلت أحفظ ذلك الكلام ، ورواية أبي داود وكنت غلاما حافظا فحفظت من ذلك قرآنا كثيرا ، قوله : " ذلك الكلام " ويروى ذاك الكلام ، قوله : " فكأنما " ويروى وكأنما ، قوله : " يغرى " بضم الياء ، وفتح الغين المعجمة وتشديد الراء من التغرية ، وهو الإلصاق بالغراء ، ورجح القاضي عياض هذه الرواية ، وفي رواية الكشميهني : " يقر " بضم الياء ، وفتح القاف وتشديد الراء من القرار ، وفي رواية عنه بزيادة ألف مقصورا من التقرية ، أي : يجمع ، وفي رواية الأكثرين يقرأ بالهمزة من القراءة ، قوله : " تلوم " بفتح التاء المثناة من فوق ، وفتح اللام وتشديد الواو ، وأصله تتلوم فحذفت إحدى التاءين ومعناه تنتظر ، قوله : " الفتح " أي : فتح مكة ، قوله : " وقومه " منصوب على المعية ، قوله : " بادر " أي : أسرع ، وكذا قوله : " بدر " يقال بدرت إلى شيء وبادرت ، أي : أسرعت ، قوله : " فلما قدم " أي : أبوه من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله هذا يشعر بأنه ما وفد مع أبيه ، ولكن لا يمنع أن يكون وفد بعد ذلك ، قوله : " فنظروا " أي : إلى من كان أكثر قرآنا ، قوله : " بردة " وهي الشملة المخططة ، وقيل كساء أسود مربع فيه صفر ، تلبسه الأعراب ، وجمعها برد ، قوله : " تقلصت " أي : انجمعت وانضمت ، وفي رواية أبي داود تكشفت عني ، وفي رواية له : فكنت أؤمهم في بردة موصولة فيها فتق ، فكنت إذا سجدت خرجت استي ، قوله : " ألا تغطوا " بحذف النون كذا قال ابن التين ، وفي الأصل : " ألا تغطون " لعدم الموجب لحذف النون ، وفي رواية أبي داود فقالت امرأة من النساء : داروا عنا عورة قارئكم ، قوله : " فاشتروا " مفعوله محذوف ، أي : فاشتروا ثوبا ، وفي رواية أبي داود فاشتروا لي قميصا عمانيا ، وهو بضم العين المهملة وتخفيف الميم نسبة إلى عمان من البحرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية