أي هذا باب في بيان السرية التي كانت قبل نجد ، أي : جهته وقبل بكسر القاف ، وفتح الباء الموحدة ، والنجد بفتح النون ، وسكون الجيم ، وهو كل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق ، والسرية طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تنبعث إلى العدو وتجمع على سرايا ، سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم ، والشيء السري أي : النفيس ، وقيل سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا وخفية ، وليس بالوجه لأن لام السر راء ، وهذه ياء ، وكانت هذه السرية قبل توجه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لفتح مكة ، وهكذا ذكرها أهل المغازي nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ذكرها بعد غزوة الطائف ، وقال ابن سعد : كانت في شعبان سنة ثمان ، وذكر غيره أنها كانت قبل مؤتة ، ومؤتة كانت في جمادى من السنة المذكورة ، وقال ابن سعد : وكان أميرهم nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة أرسله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى أرض محارب بنجد ، ومعه خمسة عشر رجلا فغنموا مائتي بعير ، وألفي شاة ، وسبوا سبايا كثيرة ، وكانت غيبتهم خمس عشرة ليلة فجمعوا الغنائم فأخرجوا الخمس فعزلوه ، وقسموا ما بقي على السرية ، وقال ابن التين : وروي أنهم كانوا عشرة ، وأنهم غنموا مائة وخمسين بعيرا ، وأنه صلى الله تعالى عليه وسلم أخذ الثلثين منها ، قال : ولو كان النفل من خمس الخمس لم يعمهم ذلك .