مطابقته للترجمة ظاهرة، وعباس بالباء الموحدة ابن الحسين أبو الفضل البغدادي، مات قريبا من سنة أربعين ومائتين، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث مفردا، وآخر في التهجد مقرونا، ويحيى بن آدم بن سليمان القرشي الكوفي صاحب nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك عن يحيى هذا بهذا الإسناد عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بدل nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة، وكذلك أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في (العلل) هذه الرواية، ورد الترجيح بأن أصل الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة مثل حديث الباب، وقد مر في مناقب أبي عبيدة ويحيى عن قريب أيضا، nindex.php?page=showalam&ids=12070فالبخاري استظهر برواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، والظاهر من هذا أن الطريقين صحيحان، والله أعلم.
وقال المزي : nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة أصح، nindex.php?page=showalam&ids=12424وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق يروي عن جده nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وصلة بن زفر العبسي الكوفي، وحذيفة بن اليمان العبسي.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في خبر الواحد أيضا، وأخرجه بقية الجماعة غير أبي داود.
قوله: (والسيد) بفتح السين المهملة، وتشديد الياء آخر الحروف، واسمه الأيهم بفتح الهمزة، وسكون الياء آخر الحروف، ويقال شرحبيل، وذكر ابن سعد أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كتب إلى أهل نجران فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم فيهم العاقب، وهو عبد المسيح، رجل من كندة، وأبو الحارث بن علقمة رجل من ربيعة، وأخوه كرز، والسيد وأوس ابنا الحارث، وزيد بن قيس، وشيبة، وخويلد، nindex.php?page=showalam&ids=15804وخالد، وعمرو، وعبد الله، وفيهم ثلاثة نفر يتولون أمورهم العاقب أميرهم، وصاحب مشورتهم، والذي يصدرون عن رأيه، وأبو الحارث أسقفهم وحبرهم وإمامهم، وصاحب مدراسهم، والسيد وهو صاحب رحالهم، فدخلوا المسجد، وعليهم ثياب الحبرة، وأردية مكفوفة بالحرير، فقاموا يصلون في المسجد نحو المشرق فقال صلى الله عليه وسلم: دعوهم ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهم، ولم يكلمهم فقال لهم عثمان: ذلك من أجل زيكم، فانصرفوا يومهم، ثم غدوا عليه بزي الرهبان فسلموا فرد عليهم، ودعاهم إلى الإسلام فأبوا، وكثر الكلام واللجاج، وتلا عليهم القرآن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أنكرتم ما أقول لكم فهلم بأهلكم فانصرفوا على ذلك.
والمباهلة أن يجتمع قوم إذا اختلفوا في شيء فيقولون: لعنة الله على الظالم.
قوله: (فقال أحدهما لصاحبه) ذكر أبو نعيم في الصحابة أنه السيد، وقيل: هو العاقب، وقيل: شرحبيل.
قوله: (فلاعناه) بفتح العين، وتشديد النون على صيغة المتكلم مع الغير، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني "فلاعننا" بفتح النونين على أن لاعن فعل ماض فيه الضمير يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونا مفعوله.
قوله: (من بعدنا) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: "ولا عقبنا من بعدنا أبدا".
قوله: (قالا) أي العاقب والسيد: إنا نعطيك ما سألتنا، وذلك بعد أن انصرفوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم ممتنعون عن الإسلام كما ذكرناه عن قريب.
وجاء السيد والعاقب، وقالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وفي رواية ابن سعد: فغدا عبد المسيح، وهو العاقب، ورجلان من ذوي رأيهم فقالوا: قد بدا لنا أن لا نباهلك فاحكم علينا بما أحببت ونصالحك، فصالحهم على ألفي حلة في رجب، وألف في صفر أو قيمة ذلك من الأواق، وعلى عارية ثلاثين [ ص: 28 ] درعا، وثلاثين رمحا، وثلاثين بعيرا، وثلاثين فرسا، إن كان باليمن كيد، ولنجران وحاشيتهم جوار الله، وذمة محمد النبي صلى الله عليه وسلم على أنفسهم، وملتهم، وأرضهم، وأموالهم، غائبهم وشاهدهم وبيعهم، لا يغير أسقف عن سقيفاه، ولا راهب عن رهبانيته، ولا واقف عن وقفانيته، وأشهد على ذلك شهودا منهم أبو سفيان، والأقرع بن حابس، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة، فرجعوا إلى بلادهم فلم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما. انتهى.
قوله: (فاستشرف) من الاستشراف، وهو الاطلاع، وأصله أن تضع يدك على حاجبك، وتنظر كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء، والحاصل أنهم ترقبوا له، كل منهم يأمل أن يكون هو المبعوث إليهم.
فإن قلت: ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا رضي الله تعالى عنه إلى أهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم.
قلت: قصة علي غير قصة أبي عبيدة، فإن أبا عبيدة توجه معهم فقبض مال الصلح ورجع، وعلي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقبض منهم ما استحق عليهم من الجزية، وأخذ ممن أسلم منهم ما استحق عليه من الصدقة.