قوله: أياما " منصوب بفعل محذوف تقديره: صوموا أياما معدودات، يعني: في أيام معدودات، أي موقتا بعدد معلوم، وقيل: منصوب بقوله: "لعلكم تتقون أياما" أي في أيام، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: انتصاب "أياما" بالصيام، كقولك: نويت الخروج يوم الجمعة، وقال بعضهم: وللزمخشري في إعرابه كلام متعقب ليس هذا موضعه.
قلت: التعقيب في كلام المتعقب من غير تأمل، وقد سمعت الأساتذة الكبار من علماء العرب والعجم أن من رد على nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في غير الاعتقاديات فهو رد عليه، والمتعقب هو أبو البقاء، حيث قال: لا يجوز أن ينصب بالصيام؛ لأنه مصدر، وقد فرق بينه وبين أيام بقوله: كما كتب " وما يعمل فيه المصدر كالصلة، ولا يفرق بين الصلة والموصول بأجنبي. انتهى.
قلت: قال القاضي أيضا: نصبها ليس بالصيام؛ لوقوع الفصل بينهما، بل بإضمار صوموا.
قلت: nindex.php?page=showalam&ids=14423للزمخشري فيه دقة نظر، وهو أنه إنما قال: "انتصاب أياما بالصيام" نظرا إلى أن قوله: كما كتب " حال، فلا يكون أجنبيا عن العامل والمعمول، وقال صاحب اللباب: يجوز أن ينتصب بالصيام إذا جعلت كما كتب " حالا، وقال الزجاج: الأجود أن يكون العامل في أياما الصيام، كأن المعنى: كتب عليكم أن تصوموا أياما معدودات، ولقد أجاد من قال:
قوله: من أيام أخر " وفي قراءة أبي "من أيام أخر متتابعات".
قوله: وعلى الذين يطيقونه " أي الصوم، أي الذين لا عذر لهم إن أفطروا "فدية طعام مسكين" نصف صاع من بر أو صاع من غيره، وكان ذلك في أول الإسلام حين فرض عليهم الصوم ولم يتعودوه، فاشتد عليهم، فرخص لهم في الإفطار والفدية، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس "يطوقونه" أي يكلفونه وعنه "يتطوقونه" يعني يتكلفونه، وهم الشيوخ والعجائز، وحكمهم الإفطار والفدية.