صفحة جزء
4264 باب: قوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب إلى قوله تتفكرون


أي هذا باب في ذكر قوله: أيود أحدكم " الآية، هذا المقدار من الآية وقع عند جميع الرواة.

قوله: أيود " الهمزة فيه للإنكار، قاله الزمخشري، وقيل هو متصل بقوله: ولا تبطلوا " وهذه الآية مثل لعمل من أحسن العمل أولا، ثم بعد ذلك انعكس سيره، فبدل الحسنات بالسيئات فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم من الصالح، واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق الأحوال، فلم يحصل منه شيء، وخانه أحوج ما كان إليه; ولهذا قال وأصابه الكبر الآية.

قوله: "جنة" أي بستان.

قوله: من نخيل " وهو إما جمع نادرا أو اسم جنس، وإنما خص هذين بالذكر؛ لأنهما من أكرم الشجر وأكثر المنافع.

قوله: له فيها من كل الثمرات " أي لأحدكم في الجنة من كل الثمرات، وإنما قال هذا بعد ذكر النخيل والأعناب؛ تغليبا لهما على غيرهما، ثم أردفهما بذكر الثمرات، قيل: يجوز أن يريد بالثمرات المنافع التي كانت تحصل له فيها.

قوله: وأصابه الكبر " أي والحال أنه أصابه الكبر، وقيل عطف ماض على مستقبل. قال الفراء: هو جائز؛ لأنه يقع معها لو تقول: وددت لو ذهبت عنا، ووددت أن يذهب عنا.

قوله: وله ذرية ضعفاء " وقرئ ضعاف.

قوله: فأصابها " أي الجنة المذكورة.

قوله: إعصار " وهي الريح الشديدة، وقد مر تفسيره عن قريب، ويجمع على أعاصير.

قوله: فيه نار " أي في الإعصار نار من السموم الحارة القتالة.

قوله: كذلك " أي كما بين الأقاصيص والأمثال يبين الله لكم الآيات أي العلامات لعلكم تتفكرون أي تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني، وتنزلونها على المراد منها.

التالي السابق


الخدمات العلمية