قوله: إنا أوحينا إليك " أي: إنا أوحينا إليك يا محمد كما أوحينا إلى نوح، وقدم نوحا عليه السلام; لأنه أول أنبياء الشرائع، وأكبرهم سنا، ولأنه لم يبالغ أحد من الأنبياء عليهم السلام في الدعوة مثل ما بالغ هو عليه السلام، وجعله الله ثاني المصطفى في موضعين من كتابه، فقال: "ومنك ومن نوح" وفي هذه الآية، وهو أول من تنشق عنه الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر جميع الأنبياء بقوله والنبيين من بعده وخص منهم جماعة بالذكر صريحا؛ تشريفا لهم، ثم قال: والأسباط " وهم أولاد يعقوب وعيسى وأيوب، وقدم عيسى على من قبله; لأن الواو لا تقتضي الترتيب، وفي تخصيصه أيضا رد على اليهود.
قوله: زبورا " وهو اسم الكتاب الذي أنزل الله تعالى على داود.