أي : هذا باب في بيان حك المخاط بالحصى من المسجد ، ( فإن قلت ) : ذكر في الباب السابق حك البصاق باليد وذكر هاهنا حك المخاط بالحصى ، فهل فيه زيادة فائدة ؟ قلت : نعم ، وذلك أن المخاط غالبا يكون له جرم لزج فيحتاج في قلعه إلى معالجة ، وهي بالحصى ونحوه ، والبصاق ليس له ذلك فيمكن نزعه بلا آلة ، اللهم إلا أن يخالطه بلغم فحينئذ يلحق بالمخاط . ( فإن قلت ) : الباب معقود على حك المخاط ، والحديث يدل على حك النخامة ! قلت : لما كانا فضلتين طاهرتين لم يفرق بينهما إشعارا بأن حكمهما واحد ، هذا الذي ذكره الكرماني ، والأوجه أن يقال : وإن كان بينهما فرق وهو أن المخاط يكون من الأنف والنخامة من الصدر كما ذكرناه عن المطالع ، لكنه ذكر المخاط في الترجمة والنخامة في الحديث إشعارا بأن بينهما اتحادا في الثخانة واللزوجة وأن حكمهما واحد من هذه الحيثية أيضا .