أشار به إلى قوله تعالى وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم وأن لفظ قال الذي هو ماض بمعنى يقول المضارع; لأن الله تعالى إنما يقول هذا القول يوم القيامة، وأن كلمة "إذ" صلة أي: زائدة. وقال الكرماني: لأن إذ للماضي وهاهنا المراد به المستقبل. قلت: اختلف المفسرون هنا، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: هذا خطاب الله تعالى لعبده ورسوله عيسى ابن مريم عليهما السلام يوم القيامة توبيخا وتقريعا للنصارى، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: هذا الخطاب والجواب في الدنيا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: هذا هو الصواب، وكان ذلك حين رفعه إلى السماء الدنيا، واحتج في ذلك بشيئين:
قلت: فعلى هذا لا يتوجه ما قاله من أن قال بمعنى يقول، ولا أن كلمة إذ صلة، على أنه لا يقال: إن في كلام الله عز وجل شيئا زائدا، ولئن سلمنا وقوع ذلك يوم القيامة فلا يلزم من ذلك ذكره بلفظ المضارع; لأن كل ما ذكر الله من وقوع شيء في المستقبل فهو كالواقع جزما; لأنه محقق الوقوع، فكأنه قد وقع وأخبر بالماضي، ونظائر هذا في القرآن كثيرة.
وقال بعضهم: قوله: "وإذ قال الله، يقول: قال الله، وإذ هاهنا صلة" كذا ثبت هذا وما بعده هنا، وليس بخاص به، وهو على ما قدمناه من ترتيب بعض الرواة. انتهى.
قلت: كيف رضي أكثر الرواة بهذا الترتيب الذي ما رتبه المؤلف، والحال أنه نقح مؤلفه كما ينبغي، وقرئ عليه مرارا عديدة، والقرائن تدل على أن هذا وأمثاله من وضع المؤلف، وغيره ممن هو دونه لا يستجرئ أن يزيد شيئا في نفس ما وضعه هو، ولا سيما إذا كان ذلك بغير مناسبة أو بتعسف فيه.