ذكر هنا لفظتين الأولى قوله: "آسى" وهو في سورة الأعراف أشار به إلى قوله تعالى فكيف آسى على قوم كافرين وفسره بقوله: أحزن، وهو حكاية عن قول شعيب عليه السلام حيث قال بعد هلاك قومه فكيف آسى " أي: فكيف أحزن على القوم الذين هلكوا على الكفر، واللفظة الثانية قوله: تأس " وهو في سورة المائدة، وقد ذكرت هناك، وإنما ذكر هاهنا أيضا استطرادا.
[ ص: 233 ] وقال غيره: ما منعك أن لا تسجد، يقال: ما منعك أن تسجد
أي: قال غير nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في تفسير قوله تعالى ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ثم أشار بقوله: "يقال: ما منعك أن تسجد" ونبه بهذا على أن كلمة "لا" صلة، قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: لا في "أن لا تسجد" صلة بدليل قوله ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ثم قال: فائدة زيادتها توكيد معنى الفعل الذي يدخل عليه وتحقيقه، كأنه قيل: ما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك إذ أمرتك.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن بعض الكوفيين أن المنع هاهنا بمعنى القول، والتقدير من قال لك: لا تسجد.
قلت: يجوز أن تكون كلمة "أن" مصدرية، وكلمة "لا" على أصلها، ويكون فيه حذف، والتقدير: ما منعك وحملك على أن لا تسجد أي: على عدم السجود .