قوله: لميقاتنا " قال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي: الميقات مفعال من الوقت كالميعاد والميلاد، انقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
قلت: أصله موقات؛ لأنه من الوقت، وإنما انقلبت ياء لأن الياء أخت الكسرة.
قوله: وكلمه ربه " حتى سمع صرير الأقلام وكان على طور سيناء، ولما أدناه ربه وناجاه اشتاق إلى رؤيته، وقال: رب أرني أنظر إليك " فقال الله عز وجل: لن تراني " يعني ليس لبشر أن يطيق النظر إلي في الدنيا. "من نظر إلي في الدنيا مات" قال موسى: إلهي قد سمعت كلامك فاشتقت إلى النظر إليك فأرني أنظر إليك، فلأن أنظر إليك ثم أموت أحب إلي من أن أعيش فلا أراك. قال الله تعالى: انظر إلى الجبل " وهو أعظم جبل بمدين يقال له زبير فإن استقر " أي: ثبت بمكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه " قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: تجليه ظهور نوره. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار وعبد الله بن سلام: ما تجلى من عظمة الله إلا مثل سم الخياط. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: قدر الخنصر. وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله: فلما تجلى ربه للجبل " قال: هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر الحديث. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي أيضا وقال: [ ص: 239 ] حديث حسن صحيح غريب. وعن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد أن الله تعالى أظهر من سبعين ألف حجاب نورا قدر الدرهم، فجعل الجبل دكا.
قوله: جعله دكا " قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ترابا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري: ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب معه، وعن أبي بكر الهذلي دكا انقعر، فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة، بالمدينة أحد وورقان ورضوى، وبمكة حراء وثبير وثور ".
قال ابن كثير : هذا حديث غريب بل منكر، وقال عطية العوفي: دكا صار رملا هائلا.
واختلف القراء في دكا، فقرأ أهل المدينة والبصرة بالقصر والتنوين، وهو اختيار أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد القاسم بن سلام، وقرأ أهل الكوفة بالمد أي: جعله مثل الأرض، وهي الناتئة لا تبلغ أن تكون جبلا.
قوله: وخر موسى صعقا " أي: خر مغشيا عليه يوم الخميس، وكان يوم عرفة، وأعطي التوراة يوم الجمعة وهو يوم النحر. وفي التلويح: وصعق موسى موته، نظيرها قوله في سورة النساء فأخذتهم الصاعقة يعني الموت، وفي الزمر فصعق من في السماوات يعني مات، وفي تفسير ابن كثير: والمعروف أن الصعق هو الغشي هاهنا كما فسره nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره لا كما فسره nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بالموت، وإن كان ذلك صحيحا في اللغة.
قوله: "فلما أفاق" أي: من الغشي، قال nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر: شغله الجبل حين تجلى ولولا ذلك لمات صعقا بلا إفاقة.
قوله: قال سبحانك " تنزيها وتعظيما وإجلالا أن يراه أحد في الدنيا إلا مات.
قوله: تبت إليك " يعني عن سؤال الرؤية في الدنيا، وقيل: تبت إليك من الإقدام على المسألة قبل الإذن فيها، وقيل: من اعتقاد جواز الرؤية في الدنيا، وقيل: المراد بالتوبة هنا الرجوع إلى الله تعالى لا على ذنب سبق، وقيل: إنما قال ذلك على جهة التسبيح وهو عادة المؤمنين عند ظهور الآيات الدالة على عظم قدرته.
قوله: وأنا أول المؤمنين " أي: بأنك لا ترى في الدنيا. قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: وأنا أول المؤمنين من بني إسرائيل. واختاره nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: وأنا أول المؤمنين أنه لا يراك أحد، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية، وتعلقت نفاة رواة الرؤية بهذه الآية، فقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: لن لتأكيد النفي الذي تعطيه "لا" وذلك أن لا تنفي المستقبل تقول: لا أفعل غدا، فإن أكدت نفيها قلت: لن أفعل غدا، وقال ابن كثير: وقد أشكل حرف "لن" هاهنا على كثير; لأنها موضوعة للنفي للتأبيد، فاستدلت به المعتزلة على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة.
وأجيب بأن الأحاديث قد تواترت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بأن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة، وقيل: إنها لنفي التأبيد في الدنيا جمعا بين هذه وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الآخرة، وقيل: إن "لن" هنا لا توجب التأبيد لكن توجب التوقيت، كقوله عز وجل ولن يتمنوه أبدا يعني الموت، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16640علي بن مهدي: لو كان سؤال موسى عليه السلام مستحيلا لما أقدم عليه مع كمال معرفته بالله عز وجل، وقال المتكلمون من أهل السنة: لما علق الله الرؤية باستقرار الجبل دل على جواز الرؤية; لأن استقراره غير مستحيل، ألا ترى أن دخول الكفار الجنة لما كان مستحيلا علقه بشيء مستحيل فقال ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط أي: في خرق الإبرة.