أشار به إلى قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها أي خذ يا محمد، وقال المفسرون: لما تاب الله على أبي لبابة وأصحابه قالوا: يا رسول الله، هذه أموالنا تصدق بها وطهرنا واستغفر لنا، فقال: ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا، فنزلت هذه الآية.
وفي الصدقة قولان: أحدهما التطوع، والآخر الزكاة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: تطهرهم صفة لـ"صدقة" وقرئ: يطهرهم من أطهرهم بمعنى طهرهم، وتطهرهم بالجزم جوابا للأمر، والتاء في تطهرهم للخطاب أو لغيبة المؤنث، والتزكية [ ص: 259 ] مبالغة في التطهير وزيادة فيه أو بمعنى الإنماء والبركة.
قوله: (ونحوها كثير) وفي بعض النسخ: ونحو هذا كثير، وهذه أحسن، وكأنه أشار بهذا إلى أن اللفظين المختلفين في المادة ومتفقين في المعنى كثير في لغات العرب، وذلك لأن الزكاة والتزكية في اللغة الطهارة، ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: والتزكية مبالغة في التطهير. وهذا يشير إلى أن معنى التزكية التطهير، ولكن فيه زيادة، وتجيء التزكية أيضا بمعنى النماء والبركة والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن، وعجبي من الشراح كيف أهملوا تحرير مثل هذا ونظائره!
قوله: (والزكاة الطاعة) يعني تأتي بمعنى الطاعة وبمعنى الإخلاص، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تطهرهم وتزكيهم بها قال: الزكاة طاعة الله والإخلاص.