أي هذا باب في قوله تعالى والمؤلفة قلوبهم وليس في بعض النسخ لفظ "باب" وقبله إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب الآية، وهذه الآية في بيان قسمة الصدقات، وبين الله عز وجل حكمها، وتولى قسمتها بنفسه، ومصرفها ثمانية أصناف، وسقطت المؤلفة قلوبهم لأن الله تعالى أعز الإسلام، وأغنى عنهم، وكان يعطى لهم لتتألف قلوبهم، أو ليدفع ضررهم عن المسلمين، وهل تعطى المؤلفة على الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيه خلاف، فروي عن عمر والشعبي وجماعة أنهم لا يعطون بعده، وقال آخرون: بل يعطون؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد أعطاهم بعد فتح مكة، وكسر هوازن، وهذا أمر قد يحتاج إليه فيصرف إليهم، واختلف في الوقت الذي تألفهم فيه فقيل قبل إسلامهم، وقيل بعد، واختلف متى قطع ذلك عنهم فقيل في خلافة الصديق، وقيل في خلافة الفاروق، وكان المؤلفة قلوبهم نحو الخمسين، منهم أبو سفيان، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، وعباس بن مرداس.