والمتكأ: ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام، وأبطل الذي قال: الأترج، وليس في كلام العرب الأترج، فلما احتج عليهم بأنه المتكأ من نمارق فروا إلى شر منه فقالوا: إنما هو المتك ساكنة التاء، وإنما المتك طرف البظر، ومن ذلك قيل لها متكاء وابن المتكاء، فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ.
قوله: وأبطل قول الذي قال: المتكأ الأترج، ثم ادعى أنه ليس في كلام العرب الأترج يعني ليس في كلام العرب تفسير المتكأ بالأترج، وفيه نظر، حتى قال صاحب التوضيح: هذه الدعوى من الأعاجيب، فقد قال في المحكم: المتكأ الأترج، وعن الأخفش كذلك، وفي الجامع: المتكأ الأترج، وأنشدوا:
nindex.php?page=showalam&ids=11991وأبو حنيفة الدينوري زعم أن المتكأ بالضم الأترج، والذي بفتح الميم السوسن، وبنحوه ذكره أبو علي القالي، وابن فارس في المجمل، وغيرهما.
قوله: (فلما احتج عليهم) بصيغة المجهول بأن المتكأ من نمارق إلى آخره، ظاهر.
قوله: (وإنما المتك) يعني بالضم طرف البظر بفتح الباء الموحدة، وسكون الظاء المعجمة، وفي آخره راء، وهو ما تبقيه الخاتنة بعد الختان من المرأة.
قوله: "ومن ذلك" أي ومن هذا اللفظ "قيل لها" أي للمرأة "متكاء" بفتح الميم، وسكون التاء، وبالمد، وهي التي لم تختن، ويقال لها البظراء أيضا، ويعير الرجل بذلك فيقال له: ابن المتكاء.
قوله: "فإن كان ثم أترج" بفتح التاء المثلثة، وتشديد الميم، أي فإن كان هناك أترج فإنه كان بعد المتكأ، وقال بعضهم: إنما قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما قاله من ذلك تبعا لأبي عبيدة فإنه قال: زعم قوم أنه الأترج، وهذا أبطل باطل في الأرض، ولكن عسى أن يكون مع المتكأ أترج يأكلونه.
قلت: كأنه لم يفحص عن ذلك كما ينبغي، وقلد أبا عبيدة، والآفة من التقليد، وكيف يصح ما قاله من ذلك، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد من طريق عوف الأعرابي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقرؤها "متكاء" مخففة، ويقول: هو الأترج، وأيضا قد روي مثله عمن ذكرناهم الآن.