إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام
وهذا الذي ذكرنا أحسن من الذي يقال أن ذكر كلمة هل هاهنا ليس له محل ؛ لأن عادته إنما يذكر هل إذا كان حكم الباب فيه خلاف وليس هاهنا خلاف ، ولم أر شارحا هنا شفى العليل ولا أروى الغليل ، وقد فسر بعضهم باب " هل تنبش قبور مشركي الجاهلية " بقوله : أي : دون غيرها من قبور الأنبياء وأتباعهم . قلت : هذا تفسير عجيب مستفاد من سوء التصرف ؛ لأن معناه ظاهر وهو جواز نبش قبور المشركين لأنه لا حرمة لهم ، فيستفاد منه عدم جواز نبش قبور غيرهم سواء كانت قبور الأنبياء أو قبور غيرهم من المسلمين لما فيه من الإهانة لهم ، فلا يجوز ذلك لأن حرمة المسلم لا تزول حيا وميتا ، فإن كان هذا القائل اعتمد في هذا التفسير على حديث المذكور في الباب فليس فيه ذكر النبش وهو ظاهر ، وإنما فيه أنهم إذا مات فيهم رجل صالح يبنون على قبره مسجدا ويصورون فيه تصاوير ، ولا يلزم من ذلك النبش لأن بناء المسجد على القبر من غير نبش متصور . عائشة