اعلم أن حاش على ثلاثة أوجه (أحدها) أن تكون فعلا متعديا متصرفا تقول: حاشيته بمعنى استثنيته (والثاني) أن تكون للتنزيه، نحو: حاش لله، وهي عند nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد وابن جني والكوفيين: فعل لتصرفهم فيها بالحذف، والصحيح أنها اسم مرادف للتنزيه بدليل قراءة بعضهم حاشا لله بالتنوين، كما يقال: براءة لله من كذا، وزعم بعضهم أنها اسم فعل ومعناها أتبرأ أو تبرأت (الثالث) أن تكون للاستثناء فذهب nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وأكثر البصريين إلى أنها حرف دائما بمنزلة إلا لكنها تجر المستثنى، وذهب الجرمي، والمازني، والمبرد، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج، والأخفش، وأبو زيد، والفراء، nindex.php?page=showalam&ids=12112وأبو عمرو الشيباني إلى أنها تستعمل كثيرا حرفا جارا، وقليلا فعلا متعديا جامدا لتضمنها معنى إلا، وقال أبو عبيدة: الشين في حاش في قوله: (حاش لله) مفتوحة بغير ياء، وبعضهم يدخلها في آخرها كقول الشاعر:
حاشى أبي ثوبان إن به ضنا
ومعناها التنزيه، والاستثناء عن الشر، تقول: حاشيته أي استثنيته، وقد قرأ الجمهور بحذف الألف بعد الشين، وأبو عمرو بإثباتها في الأصل، وفي حذف الألف بعد الحاء لغة، وقرأ بها nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش.
قوله: (تنزيه) من نزه ينزه تنزيها بالزاي، كذا هو في رواية الأكثرين، وفي رواية حكاها nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض تبرية من التبري بمعنى البراءة بالباء الموحدة، والراء المهملة.