كذا في رواية الأكثرين ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر : ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله إلى قوله : المهتدين ولم يقع في روايته لفظ : وقول الله عز وجل ، وسبب نزول هذه الآية أنه لما أسر العباس رضي الله تعالى عنه يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بالكفر وأغلظ له nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله تعالى عنه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس : ما لكم تذكرون مساوينا دون محاسننا ؟ فقال له علي : ألكم محاسن ؟ قال : نعم ، إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقال بعضهم في توجيه ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذه الآية ههنا : وذكره هذه الآية مصير منه إلى ترجيح أحد الاحتمالين من أحد الاحتمالين ، وذلك أن قوله تعالى : " مساجد الله " يحتمل أن يراد بها مواضع السجود ، ويحتمل أن يراد بها الأماكن المتخذة لإقامة الصلاة ، وعلى الثاني : يحتمل أن يراد بعمارتها بنيانها ، ويحتمل أن يراد الإقامة فيها لذكر الله تعالى .
قلت : هذا الذي قاله هذا القائل لا يناسب معنى هذه الآية أصلا ، وإنما يناسب معنى قوله تعالى : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ؛ الآية . . . على أن أحدا من المفسرين لم يذكر هذا الوجه الذي ذكره هذا القائل ، وإنما هذا تصرف منه بالرأي في القرآن فلا يجوز ذلك ، ويجب الإعراض عن هذا .
قال المفسرون : معنى هذه الآية : ما ينبغي للمشركين بالله أن يعمروا مساجد الله التي بنيت على اسمه وحده لا شريك له ، ومن قرأ مسجد الله أراد به المسجد الحرام أشرف المساجد في الأرض التي بني من أول يوم على عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، وأسسه خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام ، هذا وهم شاهدون على أنفسهم بالكفر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أما القراءة بالجمع ففيها وجهان ، أحدهما : أن يراد به المسجد الحرام ، وإنما قيل : مساجد الله لأنه قبلة المساجد كلها وإمامها ، فعامره كعامر جميع المساجد ، ولأن كل بقعة منه مسجد ، والثاني : أن يراد به جنس المساجد ، فإذا لم يصلحوا أن يعمروا جنسها دخل تحت ذلك أن لا يعمروا المسجد الحرام الذي هو صدر الجنس ومقدمته ، وهو آكد لأن طريقه طريق الكناية كما لو قلت : فلان لا يقرأ كتب الله ، كنت أنفى لقراءة القرآن من تصريحك بذلك ، ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذكر هذه الآية من جملة الترجمة ، وحديث الباب لا يطابقها ، ولو ذكر قوله تعالى : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله الآية . ، لكان أجدر وأقرب للمطابقة ، ولكن يمكن أن يوجه ذلك ، وإن كان فيه بعض تعسف ، وهو أن يقال : إنه أشار به إلى أن التعاون في بناء المساجد المعتبر الذي فيه الأجر إنما كان للمؤمنين ، ولم يكن ذلك للكافرين ، وإن كانوا بنوا [ ص: 208 ] مساجد ليتعبدوا فيها بعبادتهم الباطلة ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=18العباس رضي الله تعالى عنه لما أسر يوم بدر وعير بكفره وأغلظ له nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله تعالى عنه ادعى أنهم كانوا يعمرون المسجد الحرام ، فبين الله لهم ذلك أنه غير مقبول منهم لكفرهم حيث أنزل على نبيه الكريم : ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله كما ذكرناه الآن ثم أنزل في حق المسلمين الذين يتعاونون في بناء المساجد قوله : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله الآية ، والمعنى : إنما العمارة المعتد بها عمارة من آمن بالله فجعل عمارة غيرهم كلا عمارة حيث ذكرها بكلمة الحصر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد في مسنده : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17420يونس بن محمد ، حدثنا صالح المزي عن nindex.php?page=showalam&ids=15535ثابت البناني وميمون بن سياه وجعفر بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عمار المسجد هم أهل الله " ، ورواه الحافظ أبو بكر البزار أيضا ، ولا شك أن أهل الله هم المؤمنون .