صفحة جزء
( وقال ابن عباس : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لولا أن جعل الناس كلهم كفارا ، لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ومعارج من فضة وهي درج وسرر فضة ) .


أي قال ابن عباس في قوله تعالى : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون وقد فسر ابن عباس هذه الآية بما ذكره البخاري بقوله : لولا أن جعل الناس إلى آخره ، وهذا رواه ابن جرير عن أبي عاصم ، حدثنا يحيى ، حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عنه ، وفي التفسير : لولا أن يكون الناس مجتمعين على الكفر فيصيروا كلهم كفارا ، قاله أكثر المفسرين ، وعن ابن زيد يعني لولا أن يكون الناس أمة واحدة في طلب الدنيا واختيارها على العقبى لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم بدل اشتمال من قوله : لمن يكفر ، ويجوز أن يكونا بمنزلة اللامين في قولك وهبت له ثوبا لقميصه ، قوله : " سقفا " قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح السين على الواحد ، ومعناه الجمع ، والباقون بضم السين والقاف على الجمع ، وقيل : هو جمع سقوف جمع الجمع ، قوله : " ومعارج " يعني مصاعد ومراقي ودرجا وسلاليم ، وهو جمع معرج ، واسم جمع لمعراج ، قوله : " عليها يظهرون " أي على المعارج ، يعلونها يعني يعلون سطوحها .

التالي السابق


الخدمات العلمية