هكذا هو في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر، وفي رواية الباقين باب الزكاة من الإسلام، وقول الله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله الآية، وفي بعض النسخ، وقوله تعالى: وما أمروا الآية، قوله: "وقول الله" مجرور عطف على محل قوله: "الزكاة من الإسلام" لأنها مضاف إليها، وكذلك قوله: وقوله تعالى، وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر فإنها بلا عطف لأن الواو في قوله: وما أمروا واو العطف في القرآن عطف بها على ما قبله وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة فإن قلت: كيف التئام الآية بالترجمة؟ قلت: الالتئام بينهما معنوي، وهو أن الآية فيها ذكر أن الزكاة من الدين والدين هو الإسلام لقوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام وتحقيق ذلك أن الله تعالى ذكر في هذه الآية الكريمة ثلاثة أشياء الأول: إخلاص الدين الذي هو رأس جميع العبادات، والثاني: إقامة الصلاة التي هي عماد الدين، والثالث: إيتاء الزكاة التي تذكر دائما تالية للصلاة، ثم أشار إلى جميع ذلك بقوله: وذلك دين القيمة أي المذكور من هذه الأشياء هو دين القيمة أي دين الملة القيمة فالموصوف محذوف، وقرئ: "وذلك الدين القيمة" على تأويل الدين بالملة، ومعنى القيمة المستقيمة الناطقة بالحق والعدل، فإن قلت: كيف خص الزكاة بالترجمة والمذكور ثلاثة أشياء؟ قلت: أجيب عن هذا عن قريب، قوله: وما أمروا أي وما أمر أهل الكتاب في التوراة والإنجيل إلا بالدين الحنيفي ولكنهم حرفوا وبدلوا، وقال الزمخشري فإن قلت: ما وجه قوله: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين قلت: معناه: وما أمروا في الكتابين إلا لأجل أن يعبدوا الله على هذه الصفة، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه: "إلا أن يعبدوا" بمعنى بأن يعبدوا الله انتهى، قلت: العبادة بمعنى التوحيد، أي: وما أمروا إلا ليوحدوا الله والاستثناء من أعم عام المفعول لأجله أي: ما أمروا لأجل شيء إلا للعبادة أي: التوحيد، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص [ ص: 265 ] السبب، ويدخل فيه جميع الناس، قوله: " مخلصين " حال من الضمير الذي في " أمروا "، وقوله: " الدين " منصوب به، قوله: " حنفاء " حال أخرى جمع حنيف، وهو المائل عن الضلال إلى الهداية، قوله: " ويقيموا الصلاة " عطف على قوله: " ليعبدوا الله " من باب عطف الخاص على العام، وفيه تفضيل للصلاة والزكاة على سائر العبادات، وقد مر معنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.