إن لم يقدر شيء قبل لفظ ( باب ) أو بعده لا يكون معربا لأن الإعراب لا يكون إلا بعد العقد والتركيب ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري جرت له عادة أنه إذا ذكر لفظ باب مجردا عن الترجمة يدل ذلك على أن الحديث الذي يذكر بعده يكون له مناسبة بأحاديث الباب الذي قبله ، وههنا لا مناسبة بينهما أصلا بحسب الظاهر على ما لا يخفى لكن تكلف في ذلك فقيل : تعلقه بأبواب المساجد من جهة أن الرجلين تأخرا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في تلك الليلة المظلمة لانتظار صلاة العشاء معه ، وقال بعضهم : فعلى هذا كان يليق أن يترجم له : فضل المشي إلى المسجد في الليلة المظلمة .
قلت : كل واحد من الكلامين غير موجه ؛ لأن حديث الباب لا يدل عليها أصلا ؛ لأن حديث الباب في الرجلين اللذين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة حتى أتيا أهلهما ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : إنما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا الحديث في باب أحكام المساجد ، والله تعالى أعلم لأن الرجلين كانا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، وهو موضع جلوسه مع أصحابه وأكرمهما الله تعالى بالنور في الدنيا ببركته صلى الله عليه وسلم ، وفضل مسجده وملازمته ، قال : وذلك آية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وكرامة له . قلت : هذا أيضا فيه بعد ، والوجه فيه أن يقال : إنهما لما كانا في المسجد مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهما ينتظران صلاة العشاء معه أكرما بهذه الكرامة ، وللمسجد في حصول هذه الكرامة دخل فناسب ذكر حديث الباب ههنا بهذه الحيثية .