أشار به إلى قوله تعالى : فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ، وفسر أوزارها بقوله : آثامها ، فعلى تفسيره الأوزار جمع وزر ، والآثام جمع إثم ، وقال ابن التين : لم يقل هذا أحد غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، والمعروف أن المراد بأوزارها : الأسلحة ، قلت : فعلى هذا الأوزار جمع وزر الذي هو السلاح ، وفي ( المغرب ) الوزر بالكسر الحمل الثقيل ، ومنه قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى أي حملها من الإثم ، وقولهم : وضعت الحرب أوزارها ، عبارة عن انقضائها ; لأن أهلها يضعون أسلحتهم حينئذ ، وسمى السلاح وزرا لأنه يثقل على لابسه ، قال الأعشى :
وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا طوالا
وهذا كله يقوي كلام ابن التين ، لا مثل ما قاله بعضهم : إن لكلام ابن التين احتمالا ، ويعضد كلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : آثامها وأجرامها ، فيرتفع وينقطع الحرب ; لأن الحرب لا يخلو من الإثم في أحد الجانبين والفريقين ، ثم قال : وقيل : حتى تضع الحرب آلتها وعدتها ، وآلتهم وأسلحتهم فيمسكوا عن الحرب ، والحرب : القوم المحاربون كالركب ، وقيل : معناه حتى يضع القوم المحاربون أوزارها وآثامها بأن يتوبوا من كفرهم ويؤمنوا بالله ورسوله ، انتهى ، فعرفت من هذا أن لكل من كلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وكلام ابن التين وجها .