صفحة جزء
4570 345 - ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير ، عن إسماعيل ، عن قيس ابن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، قال : كنا جلوسا ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة ، فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ، ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) .


مطابقته للترجمة في قوله : وسبح بحمد ربك إلى آخره ، وإسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه ، وجرير بن عبد الحميد ، وإسماعيل ابن أبي خالد البجلي الكوفي ، وقيس ابن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي ، واسمه عوف البجلي ، قدم المدينة بعدما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم .

والحديث قد مر في كتاب الصلاة ، في باب فضل صلاة العصر ، فإنه أخرجه هناك عن الحميدي ، ومضى الكلام فيه هناك .

قوله : " لا تضامون " بالضاد المعجمة وتخفيف الميم ، من الضيم ، وبتشديدها ، من الضم ، أي لا يظلم بعضكم بعضا بأن يستأثر به دونه ، أو لا يزاحم بعضكم بعضا ، قوله : " فإن استطعتم " إلى آخره ، يدل على أن الرؤية قد ترجى بالمحافظة على هاتين الصلاتين ، وقال الكرماني : أما لفظ " فسبح " فهو بالواو لا بالفاء ، والمناسب للسورة ، وقبل الغروب ، لا غروبها ، وقال بعضهم : لا سبيل إلى التصرف في لفظ الحديث ، وإنما أورد الحديث هنا لاتحاد دلالة الآيتين ، انتهى ( قلت ) الذي قاله الكرماني هو الصحيح ; لأن قراءة فسبح بالفاء ، تصرف في القرآن والحديث هنا بالواو ، وفي النسخ الصحيحة كما في القرآن ، وقد رواه ابن المنذر موافقا للقرآن ، ولفظه : عن إسماعيل ابن أبي خالد بلفظ : ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب والظاهر أن نسخة الكرماني كانت بالفاء ، وقبل غروبها ، فلذلك قال ما ذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية