أي هذا باب في قوله عز وجل وإذا رأيتهم الآية ، وهي إلى قوله يؤفكون ساقها الأكثرون ، وفي رواية أبي ذر من قوله وإذا رأيتهم إلى قوله تسمع لقولهم الآية . قوله : وإذا رأيتهم أي المنافقين تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورها وطول قامتها ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان عبد الله بن أبي رجلا جسيما صحيحا صبيحا ذلق اللسان وقوم من المنافقين في صفته وهم رؤساء المدينة ، كانوا يحضرون مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، فيستندون فيه ، ولهم جهارة المناظر وفصاحة الألسن ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ومن حضر يعجبون بهياكلهم ، فإذا قالوا سمع النبي صلى الله عليه وسلم لقولهم ، قال الله تعالى وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام ، شبهوا في استنادهم وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان والخير بالخشب المسندة إلى الحائط ; لأن الخشب إذا انتفع به كان في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان الانتفاع ، وما دام متروكا فارغا غير منتفع به أسند إلى الحائط ، فشبهوا به في عدم الانتفاع . وقيل : يجوز أن يراد بالخشب المسندة الأصنام المنحوتة من الخشب المسندة إلى الحيطان ، شبهوا بها في حسن صورهم ، وقلة جدواهم . قوله يحسبون أي من خبثهم وسوء ظنهم وقلة يقينهم كل صيحة واقعة عليهم وضارة لهم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل : إن نادى مناد في العسكر أو انفلتت دابة أو نشدت ضالة ظنوا أنهم يرادون لما في قلوبهم من الرعب . قوله : هم العدو " مبتدأ وخبر ، أي الكاملون في العداوة . قوله : فاحذرهم " ، أي فلا تأمنهم ولا تغتر بظاهرهم . قوله : قاتلهم الله " دعا عليهم باللعن والخزي . قوله : أنى يؤفكون " ، أي كيف يصرفون عن الحق تعجبا من جهلهم وضلالهم .